ونقول في الجواب :
التسبيح هو تنزيه الله تعالى عن كل شائبة : سواء أكانت من الأفعال الاختيارية : كتنزيهه عن البخل ، وعن الظلم ، وعن القسوة . أو كانت غير اختيارية كتنزيهه عن الضعف ، والحاجة ، والغفلة ، والنسيان ، وغير ذلك من أمور تعود إلى الذات . وكتنزيهه عن أمور خارجة عن ذاته سبحانه ، مثل الشريك ، والولد ، والصاحبة ، وما إلى ذلك .
وتقدم : أن الرحمة هي المدخل إلى الاستفادة من الفيوضات التي تقتضيها كل صفات الذات الإلهية ، ليسعد هذا الإنسان بإنسانيته ، وسيره التكاملي نحو الله تعالى . وبسبب شمولية هذه الفيوضات واستيعابها لكل الحياة وللكون بأسره ، فقد استحق الله دون غيره حقيقة الحمد ( إن كانت أل هي الجنسية ) أو جميع أفراد الحمد ، ( إن كانت أل للاستغراق ) .
وسوف نرى : أنه تعالى إذا كان يحمد من حيث ربوبيته الملازمة للرعاية والتربية ، فمعنى ذلك هو شمولية الحمد واستغراقه ، وذلك لأن شمولية آثار الصفات سوف تتسع لتستوعب كل ما له تأثير في هذه الرعاية ؛ فالحكمة ، والعطف ، والعلم الدقيق بخصائص الكون والإنسان ، وبما يصلح وبما يفسد ، والرحمة ، والغنى ، والكرم ، والقدرة ، والقيومية الدائمة ، و و الخ . . كل ذلك دخيل في هذه الرعاية والتربية ، ومؤثر فيها .