مَنْثُورًا ) * [1] . إذ لو كان لوجه الله لما جعله كذلك .
وقوله تعالى : * ( أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) * [2] .
إذن ، فكل شيء وجهته إلى الله سبحانه يكون فيه جهة بقاء ، ودوام ، وخلود . والذي لا يكون كذلك فهو هباء منثور ، كسراب بقيعة ، أبتر .
وكمثال على ما نقول : إذا تبرع أحدهم بمبلغ من المال لغير وجه الله . فمن جهة الحدوث لا شك في أن ذلك قد حدث . ولكن من جهة البقاء فليس ثمة ما يوجب بقاءه ؛ لأنه يفقد عنصر البقاء . وذلك مثل العدالة التي هي شرط في إمام الجماعة . ولكن مجرد حدوثها فيه لا يكفي بل لا بد من بقاء تلك العدالة واستمرارها ، بحيث لو فسق في آخر جزء من الصلاة ، فإن الصلاة تبطل بجميع أجزائها .
الباء للاستعانة أم للملابسة :
وعن سؤال : هل الباء للمصاحبة ؟ أم للاستعانة ، أم للتعدية ، أم لمجرد الملابسة ؟ أم لغير ذلك ؟ !