فهناك إذن صفتان في مقابل المنعم عليهم ، قد توجدان في واحد من الناس أو أكثر . وقد توجد إحداهما في بعض الناس ، وتوجد الأخرى في بعض آخر .
ولا بأس بأن نطبق إحدى الصفتين على اليهود والذين أجرموا إجراماً ظاهراً ، فقتلوا الأنبياء ، وأفسدوا في الأرض . فغضب الله عليهم لأجل ذلك .
وعلى النصارى الذين ضلوا وأضلوا الناس . فكان إجرامهم خفياً وذكياً .
مع العلم بأن اليهود أيضاً مصداق للشق الثاني ، فإنهم أيضاً ضالون ومضلون . والنصارى أيضاً حين يقتلون الأبرياء ويشنون حروبهم الصليبية على الحق والدين ، ويناصرون اليهود الغاصبين هم أيضاً مجرمون مغضوب عليهم لإجرامهم ، ولا بد من مجازاتهم على هذا الإجرام . فالآية لا تخص اليهود بوصف المغضوب عليهم ، ولا تخص النصارى بوصف الضالين . بل هي عامة تشمل حتى الملحد ، بل والمسلم إذا أجرم ، فاستحق العقاب ، وكذا إذا ضل وأضل .
فمن أغضب فاطمة « عليها السلام » يدخل في المغضوب عليهم لقوله « صلى الله عليه وآله » : « من أغضبها فقد أغضبني » ، وذلك ظاهر لا يحتاج إلى مزيد بيان .