ونسخ بعض الأحكام في شريعة سابقة ، لا يعني نسخ أساس الشريعة ، بل هو على حد النسخ الذي يكون في أحكام الشريعة الواحدة . كما تنسخ آية في القرآن آية قرآنية أخرى .
فهذا كله لا يعني : أننا أمام شرايع مختلفة ، كما أنه لا يعني رفعة مقام النبي اللاحق في أولي العزم أو غيرهم ، على مقام النبي السابق . وقد ذكرنا إبراهيم كمثال ناقض لذلك التصور الخاطئ .
إننا لا نمنع من أن يستفيد اللاحقون من تجربة السابقين . ولا أن يسهم السابقون في تنمية قابليات واستعدادات من يأتي بعدهم . ولكن هذا لا يعني : أن يكون طريق الوصول إلى أعلى المراتب قد كان موصداً أمام السابقين ، فإن طريق الوصول لله مفتوح أمام الجميع ، وإذا كان ثمة من تفاوت أو اختلاف في الوصول ، فيعود إلى الإنسان نفسه .
ليس لله على الكافر نعمة ؟ :
ومن الأمور المثيرة للعجب أن نجد بعض المفسرين يدَّعي : أنه ليس لله سبحانه على الكافر نعمة ، واستدل على ذلك بقوله تعالى : * ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) * . حيث خصت الآية النعمة بالمؤمنين ، إذ لو شملت الكافرين لكان معنى ذلك هو أننا نطلب هنا الهداية إلى صراط الكافرين أيضاً ، لأنهم ممن أنعم الله عليهم حسب المدَّعى .