ملموسة وظاهرة ، فالصلاة التي هي صلة للعبد به تعالى قد انطوت في تشريعاتها وخصوصياتها وحالاتها على ما يجعل إحساس العبد بصلته بالله سبحانه يتبلور في نطاق الحياة الاجتماعية . ومن خلالها . ففي الأذان دعوة إلى التجمع من أجل الصلاة جماعة ، وهي في المسجد أكثر ثواباً ، ويزيد هذا الثواب بعدد أفراد الجماعة المشاركين [1] . ثم تتلو نصوص الصلاة التي تصهر روحك في بوتقة المجتمع الكبير فتقول : * ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ . . ) * ، ثم تكون آخر كلماتك هي : « السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته » .
فتخرج من الصلاة لتدخل من باب الصلاة نفسها - بعد أن تكون حصلت على السلام النفسي والروحي - إلى قلب هذا المجتمع الكبير ، لتعيش بهذا السلام ، بعد أن تكون هذه الصلاة قد أسهمت في تصفية روحك ، وتزكية نفسك ، وأهّلتك لأن تكون العضو الصالح والقوي والفاعل في مجتمعك ، ولا تزال تنهاك عن الفحشاء والمنكر ، وهي عمود الدين . وهي النهر الذي تغتسل فيه كل يوم خمس مرات ، لتكون مثال الطهر والصفاء والنقاء .
فالعبادة الفردية إذن تقوم - بالإضافة إلى سائر منجزاتها الكبرى - بتأهل الفرد واستصلاحه ليكون العضو الفاعل والعامل