بداية :
قد ظهر من كل ما تقدم ، ابتداءً من بسم الله ، وإلى قوله : * ( يَوْمِ الدِّينِ ) * : أن الله سبحانه قد أسس أساساً عقائدياً متيناً ، يتلمسه الإنسان في واقعه ، ويحس به بفطرته ويقضي به ضميره ووجدانه ، ويحكم به عقله ، وليس نتيجة اندفاع عاطفي أو غريزي ، ولا انقياداً لهوى ، ولا استجابة لشهوات ، أو لطموحات غير مسؤولة ، ولا هو حركة عشوائية غير منضبطة .
إنها عقيدة تستند إلى رؤية واضحة ، ونظرة عميقة وشاملة عن الكون وعن الحياة ، وعن الخلق ، وأهدافه ، وعن الخالق وصفاته وألطافه . تؤهل هذا الإنسان لأن يتحرك وينطلق مصعداً ليقوم بدور بنّاء وإيجابي وسليم مرتكزاً على هذه الثوابت العقيدية الأم ، ليتلمس تفصيلات عقيدية أخرى منبثقة عنها هي الأقرب إلى التأثير بالواقع السلوك إلى درجة المباشرة أحياناً ، فيتعامل