responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 105


عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا . . ) * [1] . فإن توراتهم تلك المحرّفة لم تتعرض ليوم القيامة أبداً . نعم قد تحدثت في مورد عن وادي الهلاك . ولذلك نجد أن اليهود عموماً لا يعتقدون بيوم القيامة ، والذين يعتقدون به منهم فإنهم ليس لديهم بالأمر الواضح في مغزاه ومرماه وفي تفاصيله . ولذا فإن اليهود يرون أن خسارتهم للدنيا لا يعوضها شيء ، فكانت الدنيا كل همهم ، وكانوا : * ( أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ) * [2] مهما كانت تافهة وحقيرة .
ثم جاءت تعاليمهم لتزيد من غرورهم ، ومن إحساسهم بفرديتهم التي عبّر عنها القرآن بقوله : * ( . . بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى . . ) * [3] . فزاد ذلك من حبهم للدنيا ، وزاد من كرههم لأهل الإيمان ؛ لأنهم هم الذين تخلوا عن خصوصياتهم الفردية ليذوبوا في المجتمع ، وليكونوا قوة حقيقية يخشاها اليهود أشد الخشية ، ولذلك عادوها أشد العداء حتى أكثر من عداء المشركين . ولذلك ذكرهم الله قبل أن يذكر المشركين : اليهود والذين أشركوا .



[1] الآية 82 من سورة المائدة .
[2] الآية 96 من سورة البقرة .
[3] الآية 14 من سورة الحشر .

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست