نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 722
قال الباقر ( عليه السلام ) : " الأصل فيه بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة " [1] . * ( ولو شئنا لرفعناه بها ) * أي : لعظمناه ورفعناه إلى منازل الأبرار من العلماء بتلك الآيات * ( ولكنه أخلد إلى الأرض ) * مال إلى الدنيا ورغب فيها ، وإنما علق رفعه بمشيئة الله تعالى ولم يعلقه بفعله الذي يستحق به الرفع ، لأن مشيئة الله رفعه تابعة للزومه الآيات فذكرت المشيئة والمراد ما هي تابعة له ، فكأنه قيل : ولو لزمها لرفعناه بها ، ألا ترى إلى قوله : * ( ولكنه أخلد إلى الأرض ) * فاستدرك المشيئة بإخلاده الذي هو فعله ، فوجب أن يكون * ( ولو شئنا ) * في معنى ما هو فعله * ( فمثله كمثل الكلب ) * أي : فصفته كصفة الكلب في أخس أحواله ، وهي حال دوام اللهث به واتصاله ، سواء حمل عليه أي : شد عليه وهيج فطرد أو ترك غير محمول عليه ، وذلك أن سائر الحيوان لا يكون منه اللهث إلا إذا هيج وحرك وإلا لم يلهث ، والكلب يتصل لهثه في الحالتين جميعا ، فكان حق الكلام أن يقال : ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض فحططناه ، ولكن تمثيله بالكلب في أخس أحواله في معنى ذلك ، ومحل الجملة الشرطية النصب على الحال ، كأنه قيل : كمثل الكلب ذليلا دائم الذلة لاهثا في الحالين . سورة الأعراف / 177 - 179 وقيل : إن بلعم طلب منه قومه أن يدعو على موسى ومن معه ، فأبى وقال : كيف ادعوا على من معه الملائكة ! فألحوا عليه حتى فعل ، فخرج لسانه فوقع على صدره وجعل يلهث كما يلهث الكلب [2] * ( ذلك مثل القوم الذين كذبوا
[1] التبيان : ج 5 ص 32 . [2] وهو ما قاله ابن عباس وابن إسحاق والسدي في رواياتهم عنه . انظر تفسير البغوي : ج 2 ص 213 - 214 ، وتفسير ابن كثير : ج 2 ص 255 - 256 .
نام کتاب : تفسير جوامع الجامع نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 722