مقدّمة مركز الثقافة والمعارف القرآنية " ان القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات الَّا به " [1] لقد عني هذا الكتاب السماوي منذ نزوله باهتمام أرباب الفكر وقام المحدثون والفقهاء والمتكلمون وايأدباء وسائر المفكرين بالتدبر والتفكر فيه كل بحسبه واستلهموا منه فوائد جمة إذ " جعله اللَّه ريّا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ومحاجّ لطرق الصلحاء ودواء ليس بعده داء ونورا ليس معه ظلمة " [2] فمنهم من جمع ما توصل إليه في كتاب لتبيين الآيات وأطلق عليه اسم التفسير أو أنه تعرض في مواضع من كتبه إلى تفسير الآيات الإلهية والمباحث القرآنية ووضعها بين يدي الراغبين في فهم الوحي الإلهى .
من العلماء الكبار الذين بذلوا جهودهم في خدمة القرآن الكريم هو المفكر الكبير والفقيه البارع والمتكلم الحكيم الشيخ المفيد رحمه اللَّه حيث أولى اهتماما كبيرا بالآيات القرآنية واستفاد منها في مختلف الأبحاث العلمية وقام بأسلوبه الخاص بدراستها وتفسيرها وأودع لطائف هذه الأبحاث ودقائقها في مختلف كتبه .
ومن هنا فإن جمع تلك النكات القرآنية بالإضافة إلى أنه يعتبر خدمة للباحثين في العلوم القرآنية والمتعطشين لمعين الوحي الإلهي ، فهو يعد سبيلا للتكريم والإشارة بتلك الشخصية