responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 546


سورة النازعات

سورة النازعات

في معنى نحن معاشر الأنبياء لا نورّث

في معنى نحن معاشر الأنبياء لا نورّث قال الشيخ المفيد : إذا سلم للخصوم ما ادّعوه على النبي من قوله : " نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ، ما تركناه صدقة " [1] ، كان محمولا على الذي تركه الأنبياء عليه السّلام صدقة ، فإنّه لا يورّث ، ولم يكن محمولا على أنّ ما خلَّفوه من أملاكهم فهو صدقة بعدهم لا يورّث .
والحجّة على ذلك ، أنّ التأويل الأوّل موافق لعموم القرآن [2] ، وتأويل الناصبة الخصوم مانع من العموم . وما يوافق ظاهر القرآن أولى بالحقّ ممّا خالفه .
فإن قالوا : هذا لا يصحّ ، وذلك ، لأنّ كلّ شيء تركه الخلق بأجمعهم صدقة ، وكان من صدقاتهم لا يورث ولا يصحّ ميراثه ، فلا يكون حينئذ لتخصيص الأنبياء عليهم السّلام بذكره فائدة معقولة .
قيل لهم : ليس الأمر كما ذكرتم ، وذلك أنّ الشيء قد يتمّ بتخصيص البعض للتحقيق بهم أنّهم أولى الناس بالعمل ، بمعناه ، وألزم الخلق له ، وإن كان دينا لمن سواهم من المكلَّفين ، قال اللَّه عزّ وجلّ : * ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها ) * . وإن كان منذرا لجميع العقلاء ، وقال : إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّه مَنْ آمَنَ بِاللَّه والْيَوْمِ الآخِرِ وأَقامَ الصَّلاةَ [3] ، وإن قد يعمرها الكفار ومن هم بخلاف هذه الصفة . وقال : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّه وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [4] . وإن كان في الكفّار من إذا ذكر اللَّه وجل قلبه وخاف ، ومن المؤمنين



[1] رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 : 4 - 6 - 9 - 10 - 13 - 2 - 47 و . . .
[2] النساء : 7 " للرّجال نصيب . . . " و : 11 " يوصيكم اللَّه في أولادكم . . . " والأنفال : 75 ، ومريم : 6 .
[3] التوبة : 18 .
[4] الأنفال : 2 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست