responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 517


* ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وقاتَلُوا وكُلًّا وَعَدَ اللَّه الْحُسْنى واللَّه بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) * .
فزعموا بجهلهم أنّ هذه الآية دالَّة على أنّ أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا وعبد الرحمن وأبا عبيدة بن الجرّاح من أهل الجنّة على القطع والثبات ، إذ كانوا ممّن أسلم قبل الفتح ، وأنفقوا وقاتلوا الكفّار ، وقد وعدهم اللَّه الحسنى ، وهي الجنّة وما فيها من الثواب ، وذلك مانع من وقوع معصية منهم يجب عليهم بها العقاب ، وموجب لولايتهم في الدين ، وحجّيتهم على كلّ حال [1] .
فصل فيقال لهم : إنّكم بنيتم كلامكم في تأويل هذه الآية وصرف الوعد فيها إلى أئمّتكم على دعويين :
إحداهما : مقصورة عليكم لا يعضدها برهان ، ولا تثبت بصحيح الاعتبار .
والأخرى : متّفق على بطلانها ، لا تنازع في فسادها ولا اختلاف ، ومن كان أصله فيما يعتمده ما ذكرناه ، فقد وضح جهله لذوي الألباب .
فأمّا الدعوى الأولى : فهي قولكم إنّ أبا بكر وعمر قد أنفقا قبل الفتح ، وهذا ما لا حجّة فيه بخبر صادق ولا كتاب ، ولا عليه من الأمّة إجماع ، بل الاختلاف فيه موجود ، والبرهان على كذبه لائح مشهود .
وأمّا الدعوى الأخيرة : وهي قولكم إنّهما قاتلا الكفّار ، فهذه مجمع على بطلانها ، غير مختلف في فسادها ، إذ ليس يمكن لأحد من العقلاء أن يضيف إليهما قتل كافر معروف ، ولا جراحة مشرك موصوف ، ولا مبارزة قرن ، ولا منازلة كفؤ ، ولا مقام مجاهد .
وأمّا هزيمتهما من الزحف ، فهي أشهر وأظهر من أن يحتاج فيه إلى الاستشهاد ، وإذا خرج الرجلان من الصفات التي تعلَّق الوعد بمستحقّها من جملة الناس ، فقد بطل



[1] ممّن ذهب إلى هذا الرأي الكلبي والزمخشري والقرطبي والنسفي والفخر الرازي ، انظر : تفسير الكشاف 4 : 474 ، تفسير القرطبي 17 : 240 ، تفسير النسفي 3 : 478 تفسير الفخر الرازي 29 : 219 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست