responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 401


إنّ النبي يحسن الكتابة

إنّ النبي يحسن الكتابة القول في أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله بعد أنّ خصّه اللَّه بنبوّته ، كان كاملا يحسن الكتابة إنّ اللَّه تعالى لمّا جعل نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله جامعا لخصال الكمال كلَّها وخلال المناقب بأسرها ، لم تنقصه منزلة بتمامها يصحّ له الكمال ويجتمع فيه الفضل ، والكتابة فضيلة من منحها فضل ، ومن حرمها نقص .
ومن الدليل على ذلك : أنّ اللَّه تعالى جعل النبي صلَّى اللَّه عليه وآله حاكما بين الخلق في جميع ما اختلفوا فيه ، فلا بدّ أن يعلَّمه الحكم في ذلك . وقد ثبت أنّ أمور الخلق قد يتعلَّق أكثرها بالكتابة ، فتثبت بها الحقوق وتبرئ بها الذمم وتقوم بها البيّنات ، وتحفظ بها الديون وتحاط به الأنساب ، وأنّها فضل تشرف المتحلَّى به على العاطل منه .
وإذا صحّ أنّ اللَّه جلّ اسمه قد جعل نبيّه بحيث وصفناه من الحكم والفضل ، ثبت أنّه كان عالما بالكتابة محسنا لها .
وشئ آخر ، وهو أنّ النبي لو كان لا يحسن الكتابة ولا يعرفها ، لكان محتاجا في فهم ما تضمّنته الكتب من العقود ( الحقوق خ - ) وغير ذلك إلى بعض رعيّته ، ولو جاز أن يحوّجه اللَّه في بعض ما كلَّفه الحكم فيه إلى بعض رعيّته ، لجاز أن يحوّجه في جميع ما كلَّفه الحكم فيه إلى سواه ، وذلك مناف لصفاته ، ومضادّ لحكمة باعثه .

فثبت أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله كان يحسن الكتابة .

فثبت أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله كان يحسن الكتابة .
وشئ آخر ، وهو قول اللَّه سبحانه : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِه ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [1] .



[1] الجمعة : 2 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست