الأضاحي إلَّا فادّخروها " [1] .
وقد كان أمر في حياته صلَّى اللَّه عليه وآله بزيارة قبر حمزة عليه السّلام وكان يلم به وبالشهداء ، ولم تزل فاطمة عليها السّلام بعد وفاته صلَّى اللَّه عليه وآله تغدو إلى قبره وتروح والمسلمون يثابرون على زيارته وملازمة قبره صلَّى اللَّه عليه وآله فإن كان ما يذهب إليه الإمامية من زيارة مشاهد الأئمة عليهم السّلام حنبلية وسخفا من الفعل ، فالإسلام مبنيّ على الحنبليّة ورأس الحنبلية رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، هذا قول متهافت جدّا يدلّ على قلَّة دين قائله ، وضعف رأيه وبصيرته .
ثم قلت له : يجب أن تعلم أنّ الذي حكيت عنه ، قد حرّف القول وقبّحه ، ولم يأت به على وجهه ، والذي نذهب إليه في الرؤيا أنّها على أضرب : فضرب منه يبشّر اللَّه به عباده ويحذّرهم وضرب : تهويل من الشيطان وكذب يخطر ببال النائم وضرب : من غلبة الطباع بعضها على بعض ، ولسنا نعتمد على المنامات كما حكاه ، لكنّنا نأنس بما نبشّر به ، ونتخوّف ممّا نحذر منها ، ومن وصل إليه شيء من علمها عن ورثة الأنبياء عليهم السّلام ، ميّز بين حقّ تأويلها وباطله ، ومتى لم يصل إليه شيء من ذلك ، كان على الرجاء والخوف .
وهذا يسقط ما لعلَّه سيتعلَّق به في منامات الأنبياء عليهم السّلام من أنّها وحي لأنّ تلك مقطوع بصحّتها ، وهذه مشكوك فيها مع أنّ منها أشياء قد اتّفق ذو والعادات على معرفة تأويلها حتى لم يختلفوا فيه ووجدوه حسنا .
وهذا الشيخ ، لم يقصد بكلامه الإمامية ، ولكنّه قصد الأمّة ونصر البراهمة والملحدة ، مع أنّي أعجب من هذه الحكاية عنه وأنا أعرفه يميل إلى مذهب أبي هاشم ويعظَّمه ويختاره ، وأبو هاشم يقول في كتابهم المسألة في الإمامة : إنّ أبا بكر رأى في المنام كان عليه ثوبا جديدا عليه رقمان ، ففسّره على النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، فقال له : إن صدقت رؤياك تبشر بخير وتلي الخلافة سنتين ، فلم يرض شيخة أبو هاشم إن أثبت المنامات حتى أوجب بها الخلافة وجعلها دلالة على الإمامة ، فيجب على قول هذا الشيخ الزيدي عند نفسه أن يكون أبو هاشم رئيس المعتزلة عنده حنبليا ، بل يكون عنده أبو بكر حنبليا ، بل