responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 237


غير مخلوقة للَّه . . . وليس يعرف في لغة العرب أنّ العلم بالشيء هو خلق له ، ولو كان ذلك ، كما قال المخالفون للحق ، لوجب أن يكون من علم النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، فقد خلقه ومن علم السماء والأرض ، فهو خالق لهما ومن عرف بنفسه شيئا من صنع اللَّه تعالى وقررّه في نفسه ، لوجب أن يكون خالقا له ، وهذا محال لا يذهب وجه الخطأ فيه على بعض رعيّة الأئمة عليهم السّلام فضلا عنهم .
فأمّا التقدير : فهو الخلق في اللغة ، لأنّ التقدير لا يكون إلَّا بالفعل ، فأمّا بالعلم فلا يكون تقديرا ولا يكون أيضا بالفكر ، واللَّه تعالى متعال عن خلق الفواحش والقبائح على كلّ حال [1] .
وقد روي عن أبي الحسن علىّ بن محمد بن علىّ بن موسى الرضا ( صلوات اللَّه عليهم ) . أنّه سئل عن أفعال العباد فقيل له : هل هي مخلوقة للَّه تعالى ؟ فقال عليه السّلام : " لو كان خالقا لها لما تبرّأ منها " . وقد قال سبحانه : * ( أَنَّ اللَّه بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ورَسُولُه ) * ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم ، وإنّما تبرأ من شركهم وقبائحهم [2] .
وسأل أبو حنيفة أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام عن أفعال العباد ممّن هي ؟ فقال له أبو الحسن عليه السّلام : " إنّ أفعال العباد لا تخلو من ثلاثة منازل : إمّا أن تكون من اللَّه تعالى خاصة ، أو منه ومن العبد على وجه الاشتراك فيها ، أو من العبد خاصّة .
فلو كانت من اللَّه تعالى خاصّة لكان أولى بالحمد على حسنها والذمّ على قبحها ، ولم يتعلَّق بغيره حمد ولا لوم فيها .
ولو كانت من اللَّه ومن العبد لكان الحمد لهما معا فيها والذمّ عليهما جميعا فيها .
وإذا بطل هذان الوجهان ثبت أنّها من الخلق ، فإن عاقبهم اللَّه تعالى على جنايتهم بها فله ذلك ، وإن عفى عنهم ، " ف هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ " [3] .



[1] بحار الأنوار 5 : 20 .
[2] بحار الأنوار 5 : 20 .
[3] المدّثّر : 56 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست