responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 209


المؤمن في أكثر الأشياء ، وليس يخبر بالغائبات من طريق المشاهدة .
وقد قيل : إنّ الإنسان لا ينتفع بعلمه ما لم ينتفع بظنّه ، أراد بذلك ، أنّه متى لم يكن ذكيّا فطنا متيقّظا صافي الطبيعة ، لم يكد يعلم كثير من الأشياء ، وإنّما يكثر علم الإنسان بخلوص طبيعته من الشوائب ، وشدّة ذهنه واجتهاده وطلبه ، ومتى كان كذلك ، صدقت ظنونه ، فكان المعنى في القول بصحّة فراسة المؤمن ، هو ما ذكرناه من صدق ظنّه في الأكثر ، وليس إصابة الإنسان في الأكثر تمنع من سهوه في الأقلّ .
وهذا يسقط شبهة السائل ، لأنّها مبنيّة على توهّمه ، أنّ المؤمن يعلم بالفراسة الغيب ، ولا يخفى معها عليه علم باطن ، وذلك فاسد لم يتضمّنه الخبر بصريحه ، ولا أفاده بدليل منه عليه .

فصل

فصل مع أنّ آدم عليه السّلام قد تفرّس في إبليس المكر والخديعة ، فحذّره حتى أقسم له باللَّه عزّ وجلّ ، فاشتبه عليه أمره بالقسم ، قال اللَّه تعالى : * ( وقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ ) * .
وليس يمتنع أن يرجع الإنسان عمّا قوي في ظنّه بشبهة تعرض له في ذلك ، وقد وجدنا من يرجع عن العلم بالشبهات فالرجوع عن الظنّ بها أقرب .

فصل

فصل ووجه آخر ، هو أنّ آدم عليه السّلام لم يشاهد إبليس في حال غوايته له ، وهو على صورته التي خلق عليها ، فيصدق ظنّه فيه بتفرّسه وإنّما شاهده على غيرها فالتبس الأمر عليه لذلك مع أنّا لا نعلم أنّ آدم عليه السّلام رأى إبليس بعينه في حال غوايته ، ولا ينكر أن يكون وصلت إليه وسوسته مع احتجابه عنه ، كما تصل وسوسته إلى بني آدم من حيث لا يرونه ، فلا يكون حينئذ لآدم فراسة لإبليس لم تصدق على ما ظنّه السائل وتخيّله في معناه .
والخبر الذي جاء أنّه تصوّر لآدم في صورة شاهده عليها ، خبر شاذ يتعلَّق به

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست