نام کتاب : تفسير القرآن الكريم نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 0 صفحه : 13
والقرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تبارك وتعالى على رسوله الأكرم خير خلقه وخاتم النبيين محمد صلوات الله عليه وآله ، التدبر والتفكر فيه عبادة من أفضل العبادات وأجلها ، دعا إليها ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز : * ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) * . والقرآن هو الثقل الأكبر الذي قرنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) وهم الثقل الأصغر ، وهذان الثقلان خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أمته ليكونا سببا للهداية والنجاة ما إن تمسكوا بهما ، فهل أخذت الأمة بوصية نبيها واستمسكت بخليفتيه فيها ؟ ! أما الثقل الأصغر أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم فقد تركوا أحاديثهم ولم يقتفوا آثارهم وتخلفوا عنهم ولم يأخذوا منهم قولا ولا عملا ولا عقيدة . وأما القرآن العظيم حبل الله المتين الممدود من السماء إلى الأرض فقد هجروه أيضا كما قال تعالى على لسان نبيه الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : * ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) * فقد تركوا هدايته وتعاليمه ، ولم يتدبروا آياته ولم يتأملوا في معانيه ولم يتخلقوا بأخلاقه ، واكتفوا بقراءته بصوت حسن والتغني به بلحن جميل ، كما أوضح ذلك إمام الأمة الراحل ( قدس سره ) في مقدمة وصيته ، وقد ذكر ( قدس سره ) : أن الثقلين متلازمان لا يمكن التمسك بأحدهما دون الآخر وأن ترك أحدهما معناه تركهما معا . هذا ، كما أن كثيرا من علماء الأمة قضوا أعمارهم بالبحث والتدقيق ببحوث جانبية بعيدة عن مقاصد القرآن العظيم ، ولا تخدم أهدافه السماوية العالية ، واشتغلوا بمواضيع قليلة الجدوى في فهم الكتاب
مقدمة التحقيق 8
نام کتاب : تفسير القرآن الكريم نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 0 صفحه : 13