اليوم الثاني لم أشكّ أنّ التخلَّف عن أمّ المؤمنين عائشة هو الكفر ، فتحنّطت وصببت علي سلاحي ، وخرجت إلى القتال ، حتى انتهيت إلى موضع من الحزيبة فناداني مناد من خلفي يا حسن إلى أين مرّة بعد أخرى ؟ فإن القاتل والمقتول في النار ، قال علي عليه السّلام : صدقت أفتدري من ذلك المنادي ؟ قال : لا ، قال علي ( عليه السّلام ) : ذاك أخوك إبليس وصدقك أنّ القاتل منهم والمقتول في النار « 1 » ، إلى غير ذلك مما لا يحصى ، وهذا كلَّه من وحي الشياطين المشار إليه بقوله : * ( وإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ ) * « 2 » ، وقوله : * ( شَياطِينَ الإِنْسِ والْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ولَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوه فَذَرْهُمْ وما يَفْتَرُونَ ) * « 3 » ، * ( ولِتَصْغى إِلَيْه أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ ولِيَرْضَوْه ولِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ ) * « 4 » انتهى المجلَّد الأوّل وله الحمد