responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 391


ثانيها كدورات المعاصي وظلمات الشهوات المكدرّة لجوهر النفس المظلمة لعالمها المانعة عن تجلَّي الحق لها وإشراق نور العلم عليها وذلك كصداء المرآة وطبعها .
ثالثها عدولها عن عالم الحقائق والتوجّه من المبادي العالية إلى مصالح المعيشة والأمور الدنيّة الحسيّة ، بل وكذا استيعاب همّتها وقصر نظرها على ظواهر الطاعات وأبدان العبادات وصرف النظر في الأحكام الظاهرة الحسيّة والغفلة عن التحقّق بحقايقها النورانية المعنوية فالنفس حينئذ كمرآت معدول بها من جهة الصورة المطلوبة إلى غيرها .
قال مولينا أمير المؤمنين عليه السلام على ما في « النهج » وإنّما الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر مما ورائها شيئا ، والبصير ينفذها بصره ويعلم أنّ الدار ورائها فالبصير منها شاخص والأعمى إليها شاخص ، والبصير منها متزوّد والأعمى لها متزوّد « 1 » .
رابعها : وقوع السدّ والحجاب بينه وبين الصورة المطلوبة باعتقادات واقعة في قلبه حاصلة من العادة والتقليد والتكسّب والتعصّب وغيرها فرسخت وتأكّدت في قلبه ومنعت له عن إدراك الحقائق على ما هي عليه ، وهذا كالجدار الواقع بين المرآة والصورة وإليه الإشارة بقوله تعالى : * ( وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) * « 2 » .
خامسها جمود القريحة وخمود نار الطبيعة بترك الانتقال والارتحال من صورة إلى صورة ومن منزل إلى أعلى منه حتى يصل إلى ما هو المطلوب الأصلي من


( 1 ) نهج البلاغة خطبة « 133 » . ( 2 ) يس : 9 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست