أجابوا عنه مرّة كما عن الغزالي بأنّ موسى عليه السّلام سمع كلامه الأزلي بلا صوت وحرف كما ترى في الآخرة ذاته بلا كمّ وكيف .
ومرّة بأنّه عليه السّلام سمعه بصوت من جميع الجهات على خلاف ما هو العادة وأخرى بأنّه عليه السّلام ، سمع من جهة لكن بصوت غير مكتسب للعباد بل صوت تولَّى خلقه من غير آلة .
أقول : لا يخفى أنّ الوجه الثالث غير مناف للثاني كما ورد عن مولينا الرضا عليه السّلام أنّ موسى على نبينا وآله وعليه السّلام لمّا كلمه اللَّه وقرّبه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم أنّ اللَّه كلَّمه وقرّبه وناجاه فقالوا : لن نؤمن لك حتى نسمع كلام اللَّه كما سمعته ، وكان القوم سبعمائة ألف فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار منهم سبعة آلاف ثم اختار منهم سبعمائة ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح « 1 » الجبل وصعد موسى ( عليه السّلام ) إلى الطور وسئل اللَّه أن يكلَّمه ويسمعهم كلامه وكلَّمه اللَّه وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام لأنّ اللَّه أحدثه في الشجرة ثم جعل منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه الخبر « 2 » .
وعلى هذا فالكليم ليس كل من سمع مثل هذا الكلام بل من سيق لأجله وخوطب ، بل لعلَّه من الأعلام الغالبة فلا تغفل .
وأمّا ما ابتدعه الغزالي فهو من سنخ ما زعمه من الرؤية وستسمع فساد هما بما لا مزيد عليه .