الفصل الأوّل في أسمائه وألقابه أعلم أنّ الشيء كلَّما كثرت شؤونه وآثاره وتجلَّت أشعّته وأنواره تعدّدت أسمائه وألقابه ، فهذا النّور اللَّامع ، والضياء الساطع ، والكتاب المبين ، وحبل اللَّه المتين ، والماء المعين ، والمنهج القويم ، والصراط المستقيم لمّا كان مطلع أنوار العناية والهداية ومنبع أسرار النبوة والولاية أشرقت تجلَّيات أنواره على أفق التشريع والتكوين ، وظهر من رشحات لمعات أشعّته جميع العالمين ولذا تكثّرت أسمائه الشريفة وتعدّدت ألقابه المنيفة ونحن نكتفي في الإشارة إليها بالإجمال عن التفصيل حذرا من التطويل .
فمنها القرآن الَّذي قيل : إنّه غير مشتقّ كالتوراة والإنجيل إلَّا أنّ الأظهر الأشهر اشتقاقه ، فإنّه في الأصل مصدر ثالث لقرء كمنع أو نصر على ما قيل يقرء قرأ بالفتح وقراءة بالكسر وقرأنا بالضمّ بمعنى الجمع أو التبليغ أو التلاوة .
قال في القاموس : القرآن التنزيل قرأه وبه كنصره ومنعه قرأ وقراءة وقرأنا فهو قارئ من قراءة وقرّاء وقارئين تلاه .
إلى أن قال : وقرأت الناقة حملت والشيء جمعه وضمّه « 1 » .