السلام ) وإن كان من جهة أخرى التكوين أفضل من التدوين ، ولذا فضّل في العلويّ الناطق على الصامت بل قد مرّ في النبوي العامي المرويّ عن زيد بن ثابت عنه عليه السلام أنّ علي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب اللَّه لأنّه مترجم لكم عن كتاب اللَّه .
وأمّا وصف الأوّل بالكبر فكأنّما وصف به رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) وإن وقع التعبير عنه بتدوين وجوده الذي هو القرآن ولذا ورد أنّه كان خلقه القرآن وسرّ التعبير التنبيه على الاستخلاف وغموض العلم ولزوم التعظيم والاتباع ولذا سوّى في ذلك بينهما حتى ورد أنّه ( عليه السلام ) ضمّ بين سبّابتيه ، وقال : حتى يردا علي الحوض كهاتين « 1 » .
وأمّا ما قد يتوهّم من أنّه ( عليه السلام ) إنّما جعلهم الثقل الأصغر باعتبار أفهام الناس واعتقاداتهم حيث إنّهم لم يعرفوهم حقّ معرفتهم ففيه أنّه منه حينئذ تقرير للناس على جهلهم وإبقاء لهم على ضلالتهم وهذا مناف لمنصبه الذي لا مسامح فيه لاحتمال المداهنة والإغماض والتقية سيّما بعد أن ورد عنه وعن الأئمّة المعصومين ( صلَّى اللَّه عليهم أجمعين ) في فضلهم وشرفهم ما هو أعظم من ذلك بل قد مرّ في كلام المجلسي أنّه روي عنهم تفضيل المؤمن على الكعبة « 2 » والقرآن .
خامسها : أنّ أصحابنا الإمامية ( عطَّر اللَّه مراقدهم ) قد استدلَّوا بهذا الخبر على ولاية الأئمّة الطاهرين ( صلوات اللَّه عليهم أجمعين ) وخلافتهم بلا فصل وأنّهم