الشافي إنّ الأمة تلقّت له بالقبول وإنّ أحدا منهم مع اختلافهم في تأويله لم يخالف في صحّته وهذا يدلّ على أنّ الحجّة قامت به في أصله وأنّ الشك مرتفع فيه ، ومن شأن علماء الأمة إذا ورد عليهم خبر مشكوك في صحّته أن يقدّموا الكلام في أصله وإن الحجّة به غير ثابتة ثمّ يشرعوا في تأويله فإذا رأينا جمعهم عدل عن هذه الطريقة في هذا الخبر وحمله كلّ منهم على ما يوافق طريقته ومذهبه دلّ ذلك على صحة ما ذكرناه .
وعن إبراهيم بن محمد الحمويني « 1 » وهو من أعيان علمائهم بالإسناد عن زيد بن أرقم : قال قال رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض « 2 » .
وعنه مثله بإسناد آخر وزاد : ألا وهما الخليفتان من بعدي .
وعنه بالإسناد عن عطيّة العوفي « 3 » عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) : إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب اللَّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد اللَّه وعترتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقلت لأبي سعيد : من عترته ؟ قال : أهل بيته « 4 » .
ثم رواه أيضا من طرق كثيرة باختلاف الألفاظ تركناها خوف الإطالة .