responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 258


كاسفة النور ظاهرة والغرور على حين اصفرار من ورقها وإياس من ثمرها ، واغوار من مائها ، قد درست أعلام الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، فقام هاديا مهديا ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادة اللَّه سبحانه ومن طاعة الشيطان إلى طاعته بقرآن قد بيّنه وأحكمه ليعرف العباد ربهم إذ جهلوه وليقرّوا به بعد إذ جحدوه وليثبتوه بعد إذ أنكروا ، فتجلَّى سبحانه لهم في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته وخوفهم من سطوته فبلغ إليهم أصول الشريعة والأحكام في مدة ثلاثة وعشرين سنة ، وبقي من علوم القرآن كثير من الحقائق والشرائع والأحكام مما يحتاج إليه الناس في أحكامهم الظاهرية والباطنة من لدن قبضه ( عليه السّلام ) إلى يوم القيامة فاستودعه عند بابه وحجابه وأمينه في أمّته والمخلوق من طينته مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام ، كي يبلَّغه بنفسه أو بواسطة ذريّته الطيبين وخلفائه الراشدين وشيعته المخلصين إلى كافة المسلمين والمؤمنين ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة فأكمل به الدين وأتمّ به النعمة ووعده العصمة ، وأكدّ الأمر بتبليغ ذلك حتى خاطبه بقوله : * ( فإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَه ) * فيعلم منه أنه المقصود من الرسالة بحيث تنتفي بانتفائه .
ولذا قال ( عليه السّلام ) في احتجاجه يوم الغدير على ما حكاه في « الوسائل » عن « الاحتجاج » للطبرسي : انّ عليا تفسير كتاب اللَّه والداعي إليه ألا وإنّ الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرّفهما فأمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت أن آخذ البيعة عليكم الصفقة منكم بقبول ما جئت به عن اللَّه ( عز وجل ) في علي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) والأئمة من بعده معاشر الناس تدبّروا وافهموا آياته وانظروا في محكماته ولا تتبّعوا متشابهه فواللَّه لن يبيّن لكم زواجره ولا

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست