وسئل سعيد بن عبد اللَّه الأعرج أبا عبد اللَّه عليه السلام عن الرجل يقرأ القرآن ثم ينساه ثم يقرأه ثم ينساه أعليه فيه حرج ؟ فقال : لا « 1 » .
بل مجرّد ترك العمل بالقرآن ، وعدم الايتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه يوجب شدّة العقوبة على من كان عالما به فإنّه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، وذلك أنّ الحجّة عليه ألزم وجرمه لعلمه أفظع وأعظم وهو عند اللَّه ألوم .
ولذا ورد في النبوي المتقدم : « إنّ في جهنّم واديا يستغيث أهل النار كل يوم سبعين ألف مرّة منه إلى اللَّه وذلك لشارب الخمر من أهل القرآن « 2 » .
بل روى هاشم بن سالم عن مولينا أبي عبد اللَّه عليه السلام : « إنّ قراَّء القرآن ثلاثة : قارئ قرء القرآن فحفظ حروفه ، وضيّع حدوده فذلك من أهل النار وقارئ قرء القرآن فاستتر به تحت برنسه ، فهو يعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويقيم فرائضه ويحلّ حلاله ، ويحرّم حرامه ، فهذا ممن ينقذه اللَّه من مضلَّات الفتن ، وهو من أهل الجنة ويشفع فيمن يشاء » « 3 » .
ولا يخفى أنّ هؤلاء الفرقة الثالثة هم أهل القرآن الذين يجب تعظيمهم وتكريمهم ، ويحرم استضعافهم وإهانتهم كما في « الكافي » عن النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) : « إنّ أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين