وأمّا إنّه سبحانه يثيب عليه . أحسن الثواب ويعاقب عليه أليم العقاب فلأنه مشتمل على جميع شرايع الإسلام وكليات الأحكام من الأصول والفروع ، ومسائل الحلال والحرام فهو الميزان الذي يعرف به قدر طاعة المطيعين ومعصية العاصين ، وظهوره في صورة رجل شاحب : أي متغير من شحب جسمه إذا تغيّر قيل : لعله للغضب على المخالفين أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين ، كما ورد أنّ السقط يقوم محنبطا على باب الجنة أو لإسماعه الوعد الشديد على من خالفه ، وهو وإن كان لمستخفّيه إلَّا أن لا يخلو من تأثير لمن يطلع عليه وهو بعيد ، بل الأول أيضا ، ولعل الأقرب رجوعه إلى صورته التي هو عليها في نفسه ، ولذا ينكره أهل الجمع إذ لم يعرفه أحد حقّ معرفته ، ولم يتله حق تلاوته فلا يعرفونه حتى يرجع إلى صورته التي كانت في الخلق الأول ، وأمّا أنّ الضعفاء من شيعتهم أهل تسليم فإنّهم وإن لم يعرفوا الحقائق الغامضة الكلية على ما هي عليها بالكشف والشهود واليقين إلَّا أنّهم لوصولهم إلى مقام اليقين يقبلون كلَّما سمعوا من الأئمة المعصومين صلوات اللَّه عليهم أجمعين فيؤمنون بالغيب ولا يحصل لهم الشك والريب ، وذكر شيخنا المجلسي « 1 » .