واعلم أنّ ما ذكرناه هو حدّ هذا العلم من حيث العلميّة ، وأمّا من حيث الإضافة فالعلم قد مرّ بعض الكلام فيه ، وستسمع البحث عن معنى التفسير في الباب السادس إن شاء اللَّه .
ثمّ أنّه قد ظهر من جميع ما مرّ أنّ موضوع هذا العلم الكتاب الَّذي هو منبع كلّ حكمة ومعدن كلّ فضيلة * ( ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى ولكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وهُدىً ورَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) * « 1 » وغايته التوصّل إلى فهم معاني كتاب اللَّه تعالى بنيل الحقائق العلمية والمقاصد العملَّية للفوز بسعادة الدارين وكمال النشأتين ، وقد تقرّر في محلَّه أنّ شرف العلم وجلالته إنّما هو باعتبار شرف موضوعه وغايته والمقاصد ، ومن البيّن أنّ الموضوع والغاية في هذا العلم أشرف منهما في غيره فيكون أشرف العلوم وأعظمها على الإطلاق . أمّا شرف موضوعه فلأنّه هو الثقل الأكبر الذي قرنه رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) بعترته المعصومين ( صلَّى اللَّه عليهم أجمعين ) وقال : ( إنّهما لن يفترقا أبدا حتى يردا عليّ الحوض « 2 » بل قد سمّاه بالثقل الأكبر والأعظم والعترة بالثقل الأصغر ، وقال ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) : إنّه هو النور المبين والحبل المتين ، والعروة الوثقى ، والدرجة العليا . والشفاء الأشفى ، والفضيلة الكبرى ، والسعادة العظمى « 3 » .
وأمّا شرف غايته فواضح بعد ما ورد : أنّه هدى من الضلالة ، وتبيان من