فالآية المحكمة إشارة إلى أصول العقائد وأركانها المستفادة من الآيات المحكمات القرآنيّة . والفريضة العادلة إشارة إلى العلم بالفرائض والواجبات والمحرمات الَّتي يجب على المكلَّفين الإتيان بها أو الكفّ عنها .
والسنّة القائمة إشارة إلى العلم بالسنن والنوافل فانّها من الأعمال الَّتي تؤثّر في جلب الأحوال للقلوب وكسب الأخلاق الحسنة وإزالة الملكات الرديّة وكلَّها ثابتة من طريق الكتاب والسنّة .
قلت : ويحتمل أيضا أن يكون المراد بالآية المحكمة العلم بالكتاب العزيز ووجوه آياته وتفسيرها وتنزيلها وتأويلها وظاهرها وباطنها إلى سبعين بطنا وأزيد ، فإنّ الكلمة من آل محمّد ( عليهم السلام ) لتنصرف على سبعين وجها من كلَّها المخرج فما ظنّك بالقرآن الذي لا يعلمه إلَّا من خوطب به والمعصومين من ذريّته وهم الرّاسخون في العلم الَّذين قرنهم اللَّه تعالى بنفسه في محكم كتابه .
قال ( عليه السلام ) : ما من شيء إلَّا وفيه كتاب وسنّة .
وقال ( عليه السلام ) : ما من أمر يختلف فيه اثنان إلَّا وله أصل في كتاب اللَّه تعالى ولكن لا تبلغه عقول الرّجال « 1 » .
وبالفريضة العادلة ما يجب على المكلَّفين علمه ولا يعذر أحد بجهله من الواجبات والمحرّمات المتعلَّقة بالعبادات وغيرها ، والمراد بعدلها توسطها بين طرفي الإفراط والتفريط .
وبالسنّة القائمة الطريقة المستفادة من الشريعة الحقّة في السنن والآداب والعقود والإيقاعات والأحكام والأخلاق وغيرها .