رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) فانسلخت وهي مدبوغة فأمر رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) عليّا أن يجعلها ثمانية وعشرين جزءا وكلّ جزء ثمانية وعشرين ورقة وكلّ ورقة صفحتين يمنى ويسرى ، وكل صفحة ثمانية وعشرين سطرا ، وكلّ سطر ثمانية وعشرين بيتا ، وكلّ بيت جعل فيه أربعة أحرف .
ففي البيت الأوّل من السطر الأوّل من الصفحة الأولى من الجزء الأوّل أربع ألفات وفي البيت الثاني ثلاث ألفات وباء ، وهكذا إلى تمام السطر فيكون آخره ثلاث ألفات وغين ، وهكذا إلى آخر الأجزاء . قال : وأسرار هذه الحروف على هذا النحو كثيرة وفوائدها خطيرة .
قلت : لكن في ذكره لكلّ جزء ثمانية وعشرين ورقة ولكلّ ورقة صفحتين نظر لا يخفى إلَّا على بعض الوجوه الَّتي لا تخلو عن تكلَّف ، وهذا الخبر لم أظفر به في غير كلامه ( رحمه اللَّه ) نعم في البصائر « 1 » والاختصاص « 2 » عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) يقول : إنّ اللَّه تعالى أوحى إلى محمّد ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) إنّه قد فنيت أيّامك وذهبت دنياك واقترب لقاء ربّك فرفع النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) يده إلى السّماء وقال اللَّهمّ عدتك الَّتي وعدتني إنّك لا تخلف الميعاد . فأوحى اللَّه إليه أن ائت أحدا أنت ومن تثق به فأعاد الدعاء فأوحى اللَّه إليه امض أنت وابن عمّك علي حتى تأتي أحدا ثمّ اصعد على ظهره