[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 3 ] ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا ويُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( 3 ) قوله تعالى : ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا ويُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [ 3 ] قال : إذا اجتمعت أربعة في عبد قيل له : إنك لن تنال شيئا من هذا الأمر ، إذا أحب أن يأكل شيئا طيبا ، ويلبس ثوبا لينا ، وينفذ أمره ، ويكثر شيئه يقال : هيهات هذا الذي قطع الخلق عن اللَّه تعالى . وقد حكي أن اللَّه أوحى إلى داود عليه السلام : حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات ، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة « 1 » . وقال سهل : الأمل أرض كل معصية ، والحرص بذر كل معصية ، والتسويف ماء كل معصية ، والقدرة أرض كل طاعة ، واليقين بذر كل طاعة ، والعمل ماء كل طاعة . قال : وكان سهل يقوى على الوجد سبعين يوما لا يأكل فيها طعاما ، وكان يأمر أصحابه أن يأكلوا اللحم في كل جمعة مرة ، كيلا يضعفوا عن العبادة ، وكان إذا أكل ضعف ، وإذا جاع قوي ، وكان يعرق في البرد الشديد في الشتاء وعليه قميص واحد ، وكان إذا سألوه عن شيء من العلم يقول : لا تسألوني فإنكم لا تنتفعون في هذا الوقت بكلامي . وفد عباس بن عصام يوما وهو يقول : أنا منذ ثلاثين سنة أكلم اللَّه ، والناس يتوهمون أني أكلمهم « 2 » .
[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 40 ]
[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 40 ] إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ( 40 ) قوله تعالى : إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [ 40 ] قال : الناس كلهم أموات إلا العلماء ، والعلماء كلهم نيام إلا العاملين ، والعاملون كلهم مغترون إلا المخلصين ، والمخلصون على خطر عظيم .
[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 72 ]
[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 72 ] لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ( 72 ) قوله تعالى : إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [ 72 ] أي في جهلهم وضلالتهم يعصون ، واعلم أن المعاصي كلها منسوبة إلى الجهل ، والجهل كله منسوب إلى السكر ، ويقال هو نفس المسكر .
[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 75 ]
[ سورة الحجر ( 15 ) : آية 75 ] إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ( 75 ) قوله تعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [ 75 ] قال : يعني المتفرسين ، وقد روى أبو سعيد الخدري رضي اللَّه عنه عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنه قال : « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللَّه ثم قرأ : إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [ 75 ] » « 3 » ، ومعناه المتفسرون في السرائر وهو كما قال
( 1 ) الحلية 5 / 382 . ( 2 ) انظر مثل هذا القول في صفوة الصفوة 3 / 183 . ( 3 ) نوادر الأصول 3 / 86 وكشف الخفاء 1 / 42 - 43 والمعجم الكبير 8 / 102 والمعجم الأوسط 3 / 312 ، 8 / 23 .