responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 40


قوله : « فمن كان الإله له عيانا » علامات المشتاقين ، فليس لهم نوم ولا قرار لا بالليل ولا بالنهار ، والمخصوص بهذه الصفة صهيب « 1 » وبلال « 2 » ، لأن بلالا كان من المشتاقين ، وكذلك صهيب ، لم يكن لهما نوم ولا قرار . وقد حكي أن امرأة كانت اشترت صهيبا فرأته كذلك فقالت :
لا أرضى حتى تنام بالليل لأنك تضعف فلا يتهيأ لك الاشتغال بأعمالي ، فبكى صهيب وقال :
إن صهيبا إذا ذكر النار طار نومه ، وإذا ذكر الجنة جاء شوقه ، وإذا ذكر اللَّه تعالى طال شوقه « 3 » .
وقوله : « تقاضاه الإله لهم ثلاثا » لأن « هل » من حروف الاستفهام ، وأن اللَّه عزّ وجلّ يرفع الحجاب كل ليلة فيقول : « هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيب دعوته ؟ » . فإذا كانت ليلة القدر رفع اللَّه الشرط فقال : « غفرت لكم وإن لم تستغفروني ، وأعطيتكم وإن لم تسألوني ، وأجبت لكم قبل أن تدعوني » « 4 » ، وهذا غاية الكرم .
قوله : « متى نجس الولوغ ببحر ود » أشار إلى ولوغ الكلب ، إذا ولغ في الإناء يغسل سبع مرات أو ثلاثا « 5 » ، باختلاف الألفاظ الواردة عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فكيف ولو أن ألف ألف كلب ولغوا في بحر ؟ فلا اختلاف بين الأمة أن البحر لا ينجس بوساوس الشيطان ، وولوغه في قلوب العارفين والمحبين في بحر الوداد متى يوجب التنجس ، لأنه كلما ولغ فيه جاءه موج فطهره .
وقوله : « فدع شقي النباح بباب داري » يعني دع يشقى إبليس يصيح على باب الدنيا بألوان الوساوس ، فإنه لا يضرني ، كقوله : إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا [ الأعراف : 201 ] بالوحدانية مع قوله : وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَه وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً [ الإسراء : 46 ] .


( 1 ) صهيب بن سنان بن مالك ، من بني النمر بن قاسط ( 32 ق ه - 38 ه ) : صحابي ، من أرمى العرب سهما وهو أحد السابقين إلى الإسلام . شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها . ( الإصابة ت 4099 والحلية 1 / 151 ) ( 2 ) بلال بن رباح الحبشي ( . . . - 20 ه ) : مؤذن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وخازنه على بيت ماله ، وأحد السابقين إلى الإسلام ، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللَّه . ( الحلية 1 / 147 ) . ( 3 ) التخويف من النار ص 28 وروي مثل هذا الخبر في عامر بن عبد قيس . انظر صفوة الصفوة 3 / 207 وكتاب الزهد لابن أبي عاصم ص 28 ، حيث قال عامر : ( إن ذكر جهنم لا يدعني أنام ) . ( 4 ) صحيح مسلم : صلاة المسافرين وقصرها وصحيح البخاري : كتاب التهجد 1094 ، وكتاب الدعوات 5962 ، وكتاب التوحيد 7056 ومسند أحمد 2 / 433 ، 4 / 81 ، 217 ، 218 . ( 5 ) يقصد الحديث : « إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبع مرات » ، انظر : صحيح ابن حبان 4 / 109 - 114 ( رقم 1294 - 1298 ) وشرح النووي على صحيح مسلم 3 / 185 - 186 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست