responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 34


ما الزاد والراحلة ؟ فقالوا : لا . فقال : الزاد الذكر ، والراحلة الصبر . قال « 1 » : وقد صحبه رجل في طريق مكة فلم يجد يومين شيئا فقال : يا أستاذ أحتاج إلى قوت . فقال : القوت هو اللَّه . فقال : لا بد من قوت يقوم به الجسد . فقال : الأجساد كلها باللَّه عزّ وجلّ وأنشد : [ من البسيط ] يا حبّ زدني سقاك الشّوق من ديم يزيدني صوبها الأحزان والكربا ودام لي لوعة في القلب تحرقني إنّي متى أزداد حبّا زادني طربا ثم قال : الدنيا هي التي قطعت المنقطعين إلى اللَّه عن اللَّه عزّ وجلّ . وقال « 2 » : عيش الملائكة في الطاعة ، وعيش الأنبياء بالعلم وانتظار الفرج « 3 » ، وعيش الصديقين بالاقتداء ، وعيش سائر الناس [ عالما كان أو جاهلا ، زاهدا كان أو عابدا ] « 4 » في الأكل والشرب .
قوله : واتَّقُونِ يا أُولِي الأَلْبابِ [ 197 ] أي يا أهل الفهم عني بالعقول السليمة . وقال :
إن اللَّه تعالى أمرهم أن يتقوه على مقدار طاقات عقولهم بما خصهم به من نور الهداية بذاته ، والقبول منه ، وإفرادهم بالمعنى الذي ركبه فيهم ، وعلمه بهم قبل خلقهم ، فذكرهم تلك النعمة عليهم ، ودعاهم بتلك النعمة التي سبقت لهم إلى الاعتراف بنعمة ثانية بعد الموهبة الأزلية ، وهي حقيقة المعرفة ، وقبول العلم بالعمل خالصا له . قيل : فما معنى التقوى وحقيقته ؟ قال :
الحقيقة للَّه عزّ وجلّ أن تعاجل لدى العمل القليل بالموت ، وكذا الخطايا بالعقوبة ، فيعرف ذلك فيتقيه ، فلا يتكل على شيء سواه . قيل له : قد اختلفت أسباب تقوى الخلق ؟ قال : نعم ، كما اختلف أفعالهم . قال أبو بكر : فقلت : لقد ثبت في القرآن أن تقوى كل امرئ على حسب طاقته .
فقال : نعم ، قد قال اللَّه تعالى : فَاتَّقُوا اللَّه مَا اسْتَطَعْتُمْ واسْمَعُوا وأَطِيعُوا [ التغابن : 16 ] فردهم إلى ما في طاقتهم . فقلت له : لقد قال اللَّه تعالى : اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقاتِه [ آل عمران : 102 ] قال سهل : أما أصحابنا فيقولون إن هذا الخطاب لقوم مخصوصين بأعيانهم ، لأنهم طولبوا بما لم يطالب به الأنبياء عليهم السلام ، وكما قال إبراهيم ويعقوب لأولادهما : يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّه اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [ 132 ] . وإنما تعبد اللَّه الخلق على حسب طاقاتهن ، والذين قيل لهم : اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقاتِه [ آل عمران : 102 ] طولبوا بالتقوى على حسب معرفتهم باللَّه ، فكان معنى ذلك ، أي اتقوا اللَّه حق تقاته ما قدرتم عليه ، لا أنه رخص في ترك التقوى بتلك


( 1 ) حلية الأولياء 10 / 198 . ( 2 ) حلية الأولياء 10 / 198 . ( 3 ) في الحلية : ( وانتظار الوحي ) . ( 4 ) ما بين القوسين إضافة من الحلية .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست