responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 19


ويحرّم حرامه ، ويعقل أمثاله « 1 » ، كما قال : وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ [ العنكبوت : 43 ] أي أهل العلم باللَّه تعالى والمعرفة به خاصة .
قال سهل : في القرآن آيتان ما أشدّهما على من يجادل في القرآن ، وهما قوله تعالى : ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّه إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا [ غافر : 4 ] أي يماري في آيات اللَّه ويخاصم بهوى نفسه وطبع جبلَّة عقله ، قال تعالى : ولا جِدالَ فِي الْحَجِّ [ البقرة : 197 ] أي لا مراء في الحج . والثانية قوله : وإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ [ البقرة : 176 ] .
قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « معاشر الناس ، لا تجادلوا في القرآن فإن جادل به المؤمن المهتدي أصاب ، وإن جادل به المنافق المفتري أقام حجّة بالقياس والهوى بغير صواب » .
وقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « شرار عباد اللَّه يتبعون شرار المسائل ليمتحنوا بها عباد اللَّه أعناتا » « 2 » .
واللَّه تعالى خصمهم يوم القيامة ، لأن كل سائل مسؤول يوم القيامة ما أردت به .
وقال سهل : العجب كل العجب لمن قرأ القرآن ولم يعمل به ، ولم يجتنب ما نهاه اللَّه عنه ، أما استحيا من اللَّه ومحاربته ومخالفته وأمره ونهيه بعد علمه به ؟ فأي شيء أعظم من هذه المحاربة ؟ ألم يسمع وعده ووعيده ؟ ألم يسمع ما وعد اللَّه به من النكال فيرحم نفسه ويتوب ؟
ألم يسمع قوله تعالى : إِنَّ رَحْمَتَ اللَّه قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [ الأعراف : 56 ] فيجهد في الإحسان ؟
ألم يسمع قوله : « ورحمتي سبقت عذابي » فيرغب في رحمته .
وقال سهل : اللهم أنت أكرمتهم بالموهبة الجميلة ، وخصصتهم بهذه الفضيلة ، اللهم فاعف عنا وعنهم ، ثم قال : إن اللَّه تعالى ما استولى وليا من أمة محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلَّا علَّمه القرآن إما ظاهرا وإما باطنا ، قيل له : إن الظاهر نعرفه ، فالباطن ما هو ؟ قال : فهمه ، وإن فهمه هو المراد . قال أبو بكر السّجزي : سمع مني هذه الحكاية الجنيد « 3 » فقال : صدق سهل ، كان عندنا ببغداد عبد أسود عجميّ اللسان ، نسأله عن القرآن آية آية ، فيجيبنا عن ذلك بأحسن جواب ، وهو لا يحفظ القرآن ، وتلك دلالة ولايته .


( 1 ) في المستدرك على الصحيحين 2 / 317 : ( . . . ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف : زاجر وآمر ، وحلال وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وأمثال . فأحلوا حلاله . . . ) . ( 2 ) المدخل إلى السنن الكبرى ص 230 ، رقم 307 وجامع العلوم والحكم ص 93 . ( 3 ) الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز ( ت 297 ه 910 م ) : صوفي ، من علماء الدين ، مولده ونشأته ووفاته ببغداد . أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد . من آثاره : « رسائل » ، و « دواء الأرواح » . ( الحلية 10 / 255 وتاريخ بغداد 7 / 241 ) .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست