[ سورة الحج ( 22 ) : آية 3 ] ومِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّه بِغَيْرِ عِلْمٍ ويَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ( 3 ) قوله تعالى : ومِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّه بِغَيْرِ عِلْمٍ [ 3 ، 7 ] أي يخاصم في الدين بالهوى والقياس دون الاقتداء ، فعند ذلك يضل الناس ويبتدع .
[ سورة الحج ( 22 ) : آية 11 ]
[ سورة الحج ( 22 ) : آية 11 ] ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّه عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَه خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِه وإِنْ أَصابَتْه فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِه خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ( 11 ) قوله تعالى : ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّه عَلى حَرْفٍ [ 11 ] قال : المؤمن وجه بلا قفا ، كرّار غير فرّار ، تراه يجاهد في دين اللَّه وطاعته ، من إقامة توحيده واقتدائه بنبيه ، وإدامة التضرع ، واللجأ إلى اللَّه رجاء الاتصال به من موضع الاقتداء ، كما روى زيد بن أسلم عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « ما من أمتي إلا دخل الجنة إلا من أبى ، قلنا : ومن الذي يأبى ذلك ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى أن يدخل الجنة » « 1 » .
[ سورة الحج ( 22 ) : آية 11 ]
[ سورة الحج ( 22 ) : آية 11 ] ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّه عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَه خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِه وإِنْ أَصابَتْه فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِه خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ( 11 ) قوله : فَإِنْ أَصابَه خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِه [ 11 ] يعني الذي يتبع الهوى إن رضي قلبه وفرحت نفسه بعاجل حظها اطمأن به ، وإلا رجع إلى ما يدعوه الهوى من الكفر .
[ سورة الحج ( 22 ) : آية 14 ]
[ سورة الحج ( 22 ) : آية 14 ] إِنَّ اللَّه يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ إِنَّ اللَّه يَفْعَلُ ما يُرِيدُ ( 14 ) قوله : إِنَّ اللَّه يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ [ 14 ] قال : هم الذين صدقوا اللَّه في السر والعلانية ، واتبعوا سنة نبيهم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ولم يبتدعوا بحال .
[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 26 الى 29 ] وإِذْ بَوَّأْنا لإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ والْقائِمِينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ( 26 ) وأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( 27 ) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّه فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ( 28 ) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ولْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ولْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( 29 ) قوله : وطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ [ 26 ] يعني طهّر بيتي من الأوثان لعبادي الطاهرة قلوبهم من الشك والريب والقسوة ، فكما أمر اللَّه بتطهير بيته من الأصنام ، فكذلك أمر بتطهير بيته الذي أودعه سر الإيمان ونور المعرفة ، وهو قلب المؤمن ، أمر اللَّه تعالى المؤمن بتطهيره عن الغل والغش والميل إلى الشهوات والغفلة للطائفين فيه زوائد التوفيق والقائمين بأنوار الإيمان ، والرُّكَّعِ السُّجُودِ [ 26 ] الخوف والرجاء ، فإن القلب إذا لم يسكن خرب ، وإذا سكنه غير مالكه خرب ، فإذا أردتم أن تعمروا قلوبكم فلا تدعوا فيها غير اللَّه ، وإذا أردتم أن تعمروا ألسنتكم فلا تدعوا فيها غير الصدق ، وإذا أردتم أن تعمروا جوارحكم فلا تدعوا فيها شيئا إلا بالسنة .
( 1 ) صحيح البخاري : الاعتصام بالكتاب والسنة ، رقم 6851 .