responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 64


الأعداء . وقد حكي عن الربيع بن خيثم « 1 » رحمه اللَّه أنه قال : ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذم نفسي إلى ذم الناس ، خافوا اللَّه في ذنوب العباد ، وتواثبوا في ذنوب أنفسهم « 2 » .
قوله عزّ وجلّ : وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً [ 153 ] قال : الطريق المستقيم هو الذي لا يكون لأصحاب الأهواء والبدع في الدين ، هم ليست لهم توبة ، كما روي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنه قال : « لكل ذنب توبة ، إلَّا لأصحاب البدع والأهواء ، وإني منهم بريء وهم مني براء ، وإن اللَّه عزّ وجلّ حجز عنهم التوبة » « ، أي ضيق عليهم التوبة .
[ سورة الأنعام ( 6 ) : آية 165 ] وهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ ورَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وإِنَّه لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ( 165 ) قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وإِنَّه لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [ 165 ] قال : يعني عقوبة القلب وهو الستر والحجاب ، حتى يميل إلى من سواه ، وما من عبد يطلع اللَّه على قلبه فيرى في قلبه غيره إلَّا سلط عليه عدوه ، وإنه لغفور لمن تاب منه . قال : ولا يقال لشيء من المضار عقوبة ، فإنها طهارة وكفّارة ، إلَّا قسوة القلب فإنها عقوبة « 4 » ، وعقوبات العلانية العذاب ، وعقوبات القلب درجات ، فالقلب للنفس فيه حظ ومراد .
قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكانُوا شِيَعاً [ 159 ] قال : المحجوب الذي يسلط اللَّه عليه عدوه ، لا يجول قلبه في الملكوت ، ولا تظهر له القدرة ، ولا يشاهد اللَّه ، والقلب القاسي أن يكله اللَّه إلى تدبيره وأسبابه ، وإنما مثل ميل القلب اللسان إذا تكلم اللسان بشيء لم يتكلم بغيره كذلك القلب إذا هم بشيء لم يكن معه غيره ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .


( 1 ) الربيع بن خيثم بن عائذ ، أبو يزيد الثوري ( . . . - 65 ه ) : كان يعد من عقلاء الرجال ، أدرك زمان النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وأرسل عنه . شهد صفين مع علي . ( الحلية 9 / 48 ) . ( 2 ) الحلية 9 / 52 وشعب الإيمان 5 / 312 ( رقم 6764 ) ، 6 / 87 ( رقم 7563 ) وصفوة الصفوة 3 / 60 . ( 3 ) نوادر الأصول 2 / 245 ، والحلية 4 / 138 ، وفيه : ( هذا حديث غريب من حديث شعبة تفرد به بقية ) . ( 4 ) في الحلية 10 / 208 : ( كل عقوبة طهارة ، إلا عقوبة القلب فإنها قسوة ) .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست