responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تدوين القرآن نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 72


مؤذ للناس يضربهم بالسوط ويهينهم ! ولذا فهو يعلن توبته ويدعو لمن ظلمهم وأساء إليهم من الفراعنة والأبالسة ، بهذا الخير الطويل العريض ! !
وقد حيرت هذا الروايات بعض الفقهاء مثل البيهقي . . لأن لعن الذين لعنهم النبي صلى الله عليه وآله ما دام بأمر الله تعالى فهو طاعة وليس معصية ، لأن الطرد من رحمة الله تعالى إنما هو جزاء من الله تعالى تابع لقوانين عادلة يتحمل مسؤوليتها الملعون نفسه ، فلا يحتاج لعنه إلى توبة . . كما لا يجوز الدعاء له بالخير والبركة والرحمة . .
وقد نصت بعض روايات اللعن والدعاء على أن النبي صلى الله عليه وآله قال والله ما أنا قلته ولكن الله قاله كما في مسند أحمد ج 4 ص 48 و ص 57 و ص 420 و ص 424 ومجمع الزوائد ج 10 ص 46 وكنز العمال ج 12 ص 68 ومستدرك الحاكم ج 4 ص 82 .
أما إذا كان اللعن بسبب غضب وخطأ بشري كما تقول الروايات ، فهو معصية كبيرة توجب خروج صاحبها عن العدالة ، بل تجعله هو ملعونا ! فقد نصت على ذلك روايات رواها إخواننا السنة أيضا . . منها أن لعن المؤمن كقتله ، ومنها إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها نظرت فإن وجدت مسلكا في الذي وجهت إليه ، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه . وقد عقدت بعض مصادر الحديث عندهم بابا لروايات النهي عن اللعن وتحريمه ، كما في كنز العمال ج 3 ص 614 و 616 وغيره .
ولكن البيهقي استطاع أن يجد حلا يحفظ كرامة نبيه كما حفظت هذه الروايات كرامة الملعونين ! قال في سننه ج 7 ص 60 ( باب ما يستدل به على أنه جعل سبه للمسلمين رحمة وفي ذلك كالدليل على أنه له مباح ) انتهى ! يعني أن اعتراف النبي بأنه لعن أناسا بغير حق ، أو دعا عليهم بغير حق ، أمر ثابت ، ولا يمكن انسجامه مع عصمة النبي صلى الله عليه وآله إلا بالقول بأن الله قد أحل لنبيه هذه المحرمات . .
وأطلق لسان نبيه ويده في أعراض المسلمين ! ! وبقيت على أمته حراما ! !
لقد قدم البيهقي حلا للجانب الفقهي من المسألة . . ولكن لم يقدم هو ولا غيره حلا لمحذورها الأخلاقي ، الذي يدعي أن النبي صلى الله عليه وآله قد ارتكب مثل هذا السلوك السئ ، الذي لا يليق بشخص عادي من أسرة عادية مؤدبة ! ! بل ولم يقدم حلا للمحذور الأخلاقي بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى الذي أحل لنبيه هذا السلوك ! !

نام کتاب : تدوين القرآن نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست