ألستم تقرؤون في كتابكم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ، و أنا قد حملت التوراة فتركه . ثم خرج حتى انتهى إلى حمص فسمع رجلا من أهلها يقرأ هذه الآية يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها ، قال كعب يا رب آمنت يا رب أسلمت . مخافة أن تصيبه هذه الآية ثم رجع فأتى أهله باليمن ثم جاء بهم مسلمين ) انتهى . وقد طوت هذه الرواية مدة من حياة كعب وأحداثا أشرنا إليها ، وكانت علاقته بالخليفة وثيقة . . وأيا كان ، فقد أخذ كعب في قلب الخليفة ودار الخلافة مكانة علمية استشارية ، وصار له نفوذ في الدولة ! وقد أثر بحكم هذه المكانة على ثقافتنا الإسلامية . . بل بلغت ثقة الخليفة بعلم كعب وثقافته أنه صار مشاورا دينيا للخليفة على أعلى مستوى يمكن أن يتصوره إنسان ! فكعب مصدر لمعرفة أخبار الغيب والآخرة . . ومصدر لمعرفة تاريخ الأنبياء . . ومصدر لتفسير القرآن . . ومصدر للفتاوي الشرعية . . ومصدر لمعرفة المستقبل السياسي والديني للأمة الإسلامية . . ومصدر لمعرفة مستقبل الخليفة عمر شخصيا . . ومصدر لمعرفة مقام الخليفة عند الله تعالى ومكانه في الجنة ! ! ولا يتسع المجال إلى استقصاء الأحاديث في ذلك وفيها الأحاديث الصحيحة عند إخواننا بأعلى درجات الصحة . . لذا نكتفي بذكر نماذج منها : روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 65 عن كعب الأحبار ، تحت عنوان : ( باب شدته رضي الله عنه في الله وكراهيته للباطل . عن عمر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب الأحبار فقال : يا كعب كيف تجد نعتي ؟ قال أجد نعتك قرن من حديد . قال وما قرن من حديد ؟ قال أمير شديد لا تأخذه في الله لومة لائم . قال ثم مه ؟ قال ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ) . وروى في كنز العمال ج 12 ص 567 : ( عن سفيان بن أبي العوجاء قال : قال عمر بن الخطاب : والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك ؟ فإن كنت ملكا فهذا أمر عظيم ، قال قائل : يا أمير المؤمنين ! إن بينهما فرقا ،