فسألوه حتى سألوه عن جميع ما في صحيفتي وما سألته عن شئ ، فسأله رجل أعرابي فقال إني مملوك أكون في إبل أهلي فيأتيني الرجل يستسقيني فأسقيه . . ؟ ) ومن ذلك : أن نظام الكمبيالات أول ما ظهر في العالم في المدينة المنورة في زمن عثمان . . فقد روى مالك في الموطأ ج 2 ص 641 : ( وحدثني عن مالك ، أنه بلغه أن صكوكا خرجت للناس في زمان مروان بن الحكم من طعام الجار فتبايع الناس تلك الصكوك بينهم ، قبل أن يستوفوها فدخل زيد بن ثابت ورجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على مروان بن الحكم فقالا : أتحل بيع الربا يا مروان ؟ فقال أعوذ بالله وما ذاك ؟ فقالا هذه الصكوك تبايعها الناس ثم باعوها قبل أن يستوفوها . فبعث مروان الحرس يتبعونها ينزعونها من أيدي الناس ويردونها إلى أهلها ) . كل ذلك يدل على أن الكتابة في زمن النبي صلى الله عليه وآله كانت أمرا شائعا ، وكان الناس عامة مدركين لفائدتها وضرورتها خاصة في الأمور المهمة ، فكيف جوز هؤلاء الرواة والباحثون على النبي صلى الله عليه وآله ، مع إيمانهم ببعد نظره وعمق تفكيره وتسديده بوحي الله تعالى ، أن لا يهتم بكتابة القرآن ونشر نسخه في مصاحف ، والقرآن هو كتاب الدعوة الإلهية ومعجزتها ، والذي بواسطته كان النبي والمسلمون يدعون الناس إلى الإسلام . . ؟ ! ! بلى . . إن الأحاديث الكثيرة تشهد بأن نسخ القرآن كانت موجودة من عهده صلى الله عليه وآله ومنتشرة في أيدي الرجال والنساء ، في المدينة وفي بقية بلاد الجزيرة . . وأنهم كانوا يضيفون إلى نسخهم السور والآيات الجديدة عندما تنزل . . ولا مجال لادعاء الزركشي وغيره بأن النبي والمسلمين لم يكتبوا القرآن في عهده صلى الله عليه وآله بحجة أنهم كانوا ينتظرون اكتمال نزوله ! ! قال في البرهان ج 1 ص 262 ( وإنما لم يكتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مصحف لئلا يفضي إلى تغييره في كل وقت ، فلهذا تأخرت كتابته إلى أن كمل نزول القرآن بموته صلى الله عليه وسلم ) فهذا المؤلف يتكلم عن التغيير في القرآن كأنه كتاب