responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي    جلد : 1  صفحه : 270


فإن من لم يطلع على سبب نزول الآية وعلى ما كان مرسوما في الجاهلية من إحلال بعض الأشهر الحرم لم يفهم من الآية شيئا ، ويراها من المتشابهات .
الخامس : أن من يصنف كتابا يحتوي على علوم كثيرة ومع ذلك يكون سهل التناول سهل الحفظ تسهل المحافظة عليه فلابد له من توخي الاختصار فيه ، بأن لا يذكر إلا ما كان أصلا جامعا من دون تعرض للقرائن حالية كانت أو زمانية أو غيرها ، فيكون كتابه جامعا لأصول المطالب ، وإن لم يمكن فهم جزئياتها من ألفاظه ، إذ لو أراد أن يذكر فيه كل ما له مدخلية في توضيح الجزئيات لكان الكتاب من الضخامة بحيث يتعذر حفظه والمحافظة عليه .
فلعل بعض المتشابهات القرآنية قد روعي فيها هذه الناحية ، وذلك مثل قوله تعالى * ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) * [1] فإن هذه الآية بظاهرها من المتشابه ، ولها ظاهر غير مراد ، ولكن إذا علم سبب نزولها تصير محكمة واضحة الدلالة ، من دون أي إجمال أو تشابه فيها .
وذلك لأن سبب نزول هذه الآية هو - على ما قيل - أن المسلمين كانوا يعتقدون أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة سوف يعرضهم للإشكالات الكثيرة من اليهود والنصارى ، ويجعلهم في موقف حرج ، فنزلت الآية لتدل على أنه : ليس البر أن تولوا وجوهكم ( بصلاتكم ) قبل المشرق ( أيها النصارى ) والمغرب ( أيها اليهود ) . أي أنها تريد أن تقول لهم : إن التوجه إلى المشرق والمغرب في الصلاة ليس بنفسه برا " ولكن البر من آمن بالله " [2] . فلو أريد إحكام الآية فلابد من زيادة تلك الكلمات في الآية ، وتصير بذلك ضعف ما هي عليه الآن .



[1] البقرة : 177 .
[2] راجع تفسير مجمع البيان : ج 1 ص 262 ، وأسباب النزول للسيوطي ( هامش تفسير الجلالين ) : ص 62 .

نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست