نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 119
بجمعه في مصحف واحد - إلى أن قال : - فكان أبو بكر أول من جمع القرآن بهذه الصفة في مصحف [1] . فلاحظ تعبيره بأن أبا بكر أمر بجمعه في مصحف واحد ، المشير إلى أنه كان في صحف موجودة متعددة ، خلافا لمن قال : إن القرآن جمع من صدور الصحابة بشاهدين أو بشاهد واحد ، إذا كان ذلك الواحد هو ذا الشهادتين . ومنهم الزرقاني الذي يرى أن الجمع ليس من محدثات الأمور الخارجة ولا من البدع والإضافات الفاسقة ، بل هو مستمد من القواعد التي وضعها الرسول بتشريع كتابة القرآن ، واتخاذ كتاب الوحي ، وجمع ما كتبوه عنده حتى مات ( صلى الله عليه وآله ) . ثم قال : قال الإمام أبو عبد الله المحاسبي في كتاب " فهم السنن " ما نصه : كتابة القرآن ليست بمحدثة ، فإنه ( صلى الله عليه وآله ) كان يأمر بكتابته ، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب ، فإنها أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعا ، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيها القرآن منتشرا ، فجمعها جامع وربطها بخيط ، حتى لا يضيع منه شئ [2] . هذا كلام عدة من المتأخرين الذاهبين إلى القول الأول . وأما المتقدمون فمنهم : السيد المرتضى علم الهدى ( رحمه الله ) على ما نقله عنه الشيخ الطبرسي حيث قال ( رحمه الله ) : إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار مما توفرت الدواعي على نقله - إلى أن قال : - إن القرآن كان على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن . ثم استدل بأدلة منها أن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة ختمات ، وهو يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير منشود ولا مبثوث [3] .
[1] مباحث في علوم القرآن لمناع القطان : ص 74 . [2] مناهل العرفان : ج 1 ص 242 . [3] تفسير مجمع البيان : ج 1 ص 15 الفن الخامس .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 119