responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 18


قوله عز وجل ( وإذا قيل لهم ) إذا في موضع نصب على الظرف ، والعامل فيها جوابها وهو قوله قالوا ، وقال قوم : العامل فيها قيل ، وهو خطأ لأنه في موضع جر بإضافة إذا إليه ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف وأصل قيل قول ، فاستثقلت الكسرة على الواو فحذفت وكسرت القاف لتنقلب الواو ياء كما فعلوا في أدل وأحق ، ومنهم من يقول : نقلوا كسرة الواو إلى القاف وهذا ضعيف ، لأنك لا تنقل إليها الحركة إلا بعد تقدير سكونها فيحتاج في هذا إلى حذف ضمة القاف وهذا عمل كثير ، ويجوز إشمام القاف بالضمة مع بقاء الياء ساكنة تنبيها على الأصل ، ومن العرب من يقول في مثل قيل وبيع : قول وبوع ، ويسوى بين ذوات الواو والياء ، قالوا :
وتخرج على أصلها وما هو من الياء تقلب الياء فيه واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ، ولا يقرأ بذلك ما لم تثبت به رواية والمفعول القائم مقام الفاعل مصدر وهو القول وأضمر لأن الجملة بعده تفسره ، والتقدير : وإذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا ونظيره - ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه - أي بدا لهم بداء ورأي ، وقيل لهم هو القائم مقام الفاعل وهو بعيد ، لأن الكلام لا يتم به ، وما هو مما تفسره الجملة بعده ، ولا يجوز أن يكون قوله : لا تفسدوا قائما مقام الفاعل ، لأن الجملة لا تكون فاعلا فلا تقوم مقام الفاعل ، ولهم في موضع نصب مفعول قيل .
قوله ( في الأرض ) الهمزة في الأرض أصل ، وأصل الكلمة من الاتساع ومنه قولهم :
أرضت القرحة إذا اتسعت ، وقول من قال : سميت أرضا لأن الأقدام ترضها ليس بشئ ، لأن الهمزة فيها أصل والرض ليس من هذا ، ولا يجوز أن يكون في الأرض حالا من الضمير في تفسدوا ، لأن ذلك لا يفيد شيئا وإنما هو ظرف متعلق بتفسدوا .
قوله ( إنما نحن ) " ما " ههنا كافة لأن عن العمل لأنها هيأتها للدخول على الاسم تارة وعلى الفعل أخرى ، وهي إنما عملت لاختصاصها بالاسم ، وتفيد " إنما " حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر كقوله : إنما الله إله واحد ، وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره ، كقولك : إنما زيد كريم ، أي ليس فيه من الأوصاف التي تنسب إليه سوى الكرم ، ومنه قوله تعالى ( إنما أنا بشر مثلكم ) لأنهم طلبوا منه ما لا يقدر عليه البشر ، فأثبت لنفسه صفة البشر ونفى عنه ما عداها .
قوله : نحن : هو اسم مضمر منفصل مبنى على الضم ، وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها ، فهي كالحروف في افتقارها إلى الأسماء ، وحرك آخرها لئلا يجتمع ساكنان ، وضمت النون لأن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم فأشبهت التاء

نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست