قوله تعالى ( الذين قالوا ) هو في موضع جر بدلا من قوله " الذين قالوا " ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ورفعا على إضمارهم ( ألا نؤمن ) يجوز أن يكون في موضع جر على تقدير : بأن لا نؤمن ، لأن معنى عهد وصى ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حرف الجر وإفضاء الفعل إليه ، ويجوز أن ينتصب بنفسي عهد ، لأنك تقول : عهدت إليه عهدا ، لا على أنه مصدر لأنه معناه ألزمته ، ويجوز أن تكتب أن مفصولة وموصولة ، ومنهم من يحذفها في الخط اكتفاء بالتشديد ( حتى يأتينا بقربان ) في حذف مضاف تقديره : بتقريب قربان : أي يشرع لنا ذلك .
قوله تعالى ( والزبر ) يقرأ بغير باء اكتفاء بحرف العطف ، وبالباء على إعادة الجار ، والزبر جمع زبور مثل رسول ورسل ( والكتاب ) جنس .
قوله تعالى ( كل نفس ) مبتدأ ، وجاز ذلك وإن كان نكرة لنا فيه من العموم و ( ذائقة الموت ) الخبر وأنث على معنى كل ، لأن كل نفس نفوس ، ولو ذكر على لفظ كل جاز ، وإضافة ذائقة غير محضة لأنها نكرة يحكى بها الحال ، وقرئ شاذا " ذائقة الموت " بالتنوين والإعمال ، ويقرأ شاذا أيضا " ذائقه الموت " على جعل الهاء ضمير كل على اللفظ ، وهو مبتدأ وخبر ( وإنما ) " ما " هاهنا كافة فلذلك نصب ( أجوركم ) بالفعل ، ولو كانت بمعنى الذي أو مصدرية لرفع أجوركم .
قوله تعالى ( لتبلون ) الواو فيه ليست لام الكلمة ، بل واو الجمع حركت لالتقاء الساكنين وضمة الواو دليل على المحذوف ، ولم تقلب الواو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها ، لأن ذلك عارض ، ولذلك لا يجوز همزها مع انضمامها ، ولو كانت لازمة لجاز ذلك .
قوله تعالى ( لتبيننه ، ولا تكتمونه ) يقرءان بالياء على الغيبة ، لأن الراجع إليه الضمير اسم ظاهر ، وكل ظاهر يكنى عنه بضمير الغيبة ، ويقرآن بالتاء على الخطاب وتقديره : وقلنا لهم لتبيننه ، ولما كان أخذ الميثاق في معنى القسم جاء باللام والنون في الفعل ولم يأت بها في يكتمون اكتفاء بالتوكيد في الفعل الأول لأن تكتمونه توكيد .
قوله تعالى ( لا يحسبن الذين يفرحون ) يقرأ بالياء على الغيبة ، وكذلك ( فلا يحسبنهم ) بالياء وضم الباء ، وفاعل الأول الذين يفرحون ، وأما مفعولاه فمحذوفان اكتفاء بمفعولي يحسبانهم ، لأن الفاعل فيهما واحد ، فالفعل الثاني تكرير