بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ) [1] ، ( فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ) [2] ، وهو الذي طغى واستعلى في الأرض : ( وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين ) [3] ، ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ) [4] ، ( وأضل فرعون قومه وما هدى ) [5] .
ولا شك أن أحفاد فرعون اليوم يمارسون طرقاً فكرية تؤدي إلى نتائج تشابه ما أدت إليه سياسة فرعون ، وهي السيطرة على الحكم والنظام الاجتماعي بالقوة . وأقرب مثال على ذلك هو سياسة النظام الرأسمالي الغربي ؛ فان أخطر فكرة يرهبها ذلك النظام هي فكرة ( العدالة الاجتماعية ) ؛ ولذلك فإننا لا نتحسس لصدى هذه الكلمة في الساحة الاعلامية أو الفكرية أو السياسية الرأسمالية . بل يحاول ذلك النظام بكل جهد استبدال كلمتي ( العدالة الاجتماعية ) ب ( الحلم الأمريكي ) . والحلم الأمريكي فكرة مزيفة تحاول الايحاء لأفراد النظام الاجتماعي بأن جمع الثروة الاجتماعية وتراكمها مبني - حسب الفكرة الرأسمالية - على أساس الجهد والعمل [6] . ولكنها تتناسى بأن الثروة العينية الموجودة في المجتمع لما كانت محدودة بحدود توفر النقد المتداول ، أصبح تحقيق ( الحلم الأمريكي ) أداةً لحرمان بقية الافراد الذين يعيشون على نفس الأرض الاجتماعية ؛ لأن أية زيادة مالية في دخل