كوسيلة لتحرير الجنس البشري من العبودية والرق ، ويجعل العبودية المطلقة لله وحده ؟
وهكذا نلاحظ ضعف مقالة نظرية الصراع في نشوء الدولة الانسانية . وتفترق النظرية الاسلامية في نشوء الدولة والنظام السياسي أيضاً عن النظرية التوفيقية ونظرية الصراع في فكرة عدالة الدولة . ففي حين نلاحظ ايمان نظرية الصراع بان الدولة إنما أنشئت أساساً لحماية الطبقة الرأسمالية الغنية في المجتمع [1] ، وايمان النظرية التوفيقية بأن الدولة ضرورية لحفظ النظام الاجتماعي بغض النظر عن عدالتها أو ظلمها [2] ؛ تنهض النظرية الاسلامية بكل قوة معلنة بوضوح ان عدالة الدولة تعتبر من أهم العناصر الأساسية في حفظ النظام الاجتماعي . فلولا عدالة الدولة في توزيع الخيرات ، وحفظ أمن الافراد ، واشباع حقوقهم المشروعة ، لما قام هؤلاء الافراد بدورهم الانساني في التكاتف والتآزر ، والانعتاق من عبودية الانسان لعبودية الخالق عز وجل . وهذا الفارق على درجة كبيرة من الأهمية ، لان وجود الدولة الظالمة لا يضمن تحقيق العدالة والمساواة لجميع الافراد في النظام الاجتماعي .
وإذا غابت العدالة عن الساحة الاجتماعية ، أصبح المجتمع غابة متوحشة يفترس فيها القوي الضعيف وينهب الظالم فيها أموال المظلوم ؛ وبذلك تضيع الحقوق وتنتهك الحرمات . وإشارة إلى