الناحية السياسية ، ندرجها كما يلي :
الحقيقة الأولى : وجوب صيانة حرية الانسان لأنها من الحقوق البشرية الأساسية ، فقد ورد عن أمير المؤمنين ( ع ) قوله : ( لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً ) [1] . وورد عن ( جان جاك روسو ) قوله بعد اثني عشر قرناً من وفاة الإمام ( ع ) : ( يولد الانسان حراً ، ولكن الدولة تكبله بالقيود ) [2] . والفرق بين حرية الفرد عند الإمام علي ( ع ) وحرية الفرد عند ( روسو ) هو ان الحرية في الرأي الأول تتمثل بالعبودية المطلقة للخالق دون سواه من المخلوقات . والحرية في الثاني تنعدم بالأصل مع وجود الدولة . بمعنى ان الحرية الشخصية في النظرية الاسلامية ، مضمونة حتى مع وجود الدولة . وما الالزام الاجتماعي والروحي في النظرية الدينية الا تحرير النفس الانسانية المقيدة من قيودها الداخلية ، ودفعها نحو الحرية الحقيقية المطلقة . ويؤكد هذا المعنى قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه على لسان موسى ( ع ) مخاطباً فرعون : ( وتلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني إسرائيل ) [3] . وهو تعبير مفهومي بليغ عن ان تعبيد بني إسرائيل بالتسلط عليهم واضطهادهم من قبل السلطة الظالمة يناقض ابسط قواعد احكام الدولة التي ينبغي لها معاملة الرعية معاملة عادلة بغض النظر عن لونهم ومنشأهم واعتقادهم .
الثانية : ان المولى عز وجل خلق الانسان لاستخلاف الأرض : ( وإذ قال