responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 253


ويناقض الآية نفسها التي أرادوا الخلاص من تناقضها مع الآية الأخرى .
فقولهم بكثرة المواطن : لم يوضِّحوا لنا هذه المواطن ، وسبب اختلاف ردود فعلهم فيها من اعترافٍ أو إنكارٍ . فهم الذين قالوا أنَّ الآيتين في يوم القيامة مع أنَّه لا ذكر للقيامة في السياق التام للآيتين . فلمَّا تورَّطوا قالوا في القيامة مواطنَ كثيرة هرباً من السؤال من غير أن يوضِّحوها .
وأمَّا الإجابة المنسوبة لابن عبّاس . . فقد تحوّل من الآية الأولى إلى الثانية باستخدام ( الختم على الأفواه ) الذي هو في موضعٍ ثالثٍ من القرآن ، وهي محاولةٌ تبدو وكأنّها تشير إلى ( نظامٍ قرآنيٍّ ) ، لكنَّها اتَّسمت بالغموض الشديد فنسب فيها المعرفة للمجهول ( عُرِفَ أنَّ الله لا يكتم حديثا ) ، وتحوّل الحديث من المشركين إلى الذين كفروا ، أي من الآية الأولى إلى الثانية بغير توضيحٍ لعائدية الضمائر . وكذلك لا يدري أحدٌ ما الفائدة من اعترافهم بعد ختم الله على أفواههم وبعدَ إن نطقت جوارحهم نفسها بما ارتكبته ؟ وهل المقصود بذلك إجبارهم على الإقرار والاعتراف للحرج الذي نتج من طلبهم المغفرة وإنكارهم الشرك ؟ إذ لا يكفي فيه رفضُ الطلب وردُّ الدعوى من غير إجبارٍ على الاعتراف .
والسؤال الأخير : هل كان ختم الأفواه أشدُّ عليهم من أن ( تسوّى بِهم الأرض ) ؟ . فإنَّ الآية تقول أنَّ رغبتهم في الاعتراف لا يفوقها شيء ولو تسوّى بهم الأرض .
وأمَّا الإجابة الرابعة وقولهم فيها أنَّهم ما كتموا حديثاً حينما قالوا ( والله ربّنا ما كنّا مشركين ) ، بل معناها لسنا مشركين في نظر أنفسنا فأخبروا ما في أنفسهم . فمعنى هذا الجواب أنَّهم كانوا صادقين مع أنفسهم ولم يكذبوا ، بينما تؤكّد الآية نفسها أنَّهم ( كذَبوا ) ، وتحديداً على أنفسهم . قال تعالى :
* ( وَاللهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشرِكين * انظُرْ كَيفَ كَذَبوا عَلى أَنفُسِهِم وَضَلَّ عَنهُم مَا كَانوا يَفتَرون ) * ( الأنعام 23 - 24 ) ولم يطع القائلون لهذه الإجابة الأمر القرآني . فلم ينظروا إليهم ولم يروا كيف كذّبوا على أنفسهم ، بل قالوا عكس ما في الآية أنَّهم ( صدقوا مع أنفسهم ) . . وهكذا نسبوا الظلم إليه تعالى إذ يعذِّبَ الخلْقَ الغافلين الذين هم في نظر أنفسهم غير مشركين ! ولكنَّ ما أدراك لعل ( المجيبون ) هم أنفسهم هنا وهناك ! .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست