2 . وأُخَرُ مُشتبِهاتٌ : ولم يذكر أنَّها محكمات ، لأَنَّ الوصف قد ذُكِرَ في موضع هود .
كما لا يحتاج إلى ذكر أنَّها متشابهات لأنَّه قد ذُكِرَ في موضع الزمر .
فهذا التقسيم ظاهرياً ثنائيٌّ ، وواقعياً هو تقسيمٌ ثلاثيٌّ : مُحكمٌ ، متشابهٌ ، ومشتبهٌ . فهو بثلاث صفاتٍ . ( انظر الرسم الأخير ) .
وفي المرحلة الثانية حدَّدَ تعاملَ أهل الزيغ مع القرآن الكريم فقال :
* ( فَأمَّا الَّذين في قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبعونَ مَا تَشَابهَ مِنه ) * وهنا نتوقّف لنسأل : أيُّ تشابهٍ هذا والتشابهُ هو في القسمين ؟
بالطبع لا يتّبعون ما هو مشتبهٌ عليهم ، إذ لا مكان لتأويلهم ، ولا موضوع لفهمهم ، ولا مكرّرات لفظية لكي تُستغلَّ لتمرير أهدافهم .
فهم يتّبعون القسم الأول أي المحكمات ( والتي هي متشابهاتٌ أيضاً ) .
ففي المرحلة الثانية جاء باسمها الآخر المتروك هنا والمذكور في سورة الزمر .
ومعلومٌ أنَّ المتشابه لفظياً هو أكثرية القران ، ولذلك قال ( أمّ الكتاب ) . وإنَّ الذي لا مكرّرات لفظية له هو الأقل مثل سورة الإخلاص فعبّر عنه ب ( أُخر ) .
فهؤلاء يتّبعون ( المحكمات أم الكتاب ) والتي هي متشابهاتٌ أيضاً لتمرير خططهم من خلال تأويل بعضها ببعضٍ اعتباطياً بغيرِ نظامٍ .
فانظر الآن وأعِد الموضوعَ وتأمّل بنفسِكَ قيمة الاعتراض وقيمة تفسيرهم لآية الزيغ ، وقيمة ما ذكروه في الموضوع كلّه ، مقارناً ذلك بما ذكرناه لك في منهجنا .
وهذا رسمٌ متكاملٌ للموضوع كلّه :
القرآن العظيم متشابهٌ / آية الزمر محكمٌ ومتشابهٌ محكم / آية هود أمّ الكتاب في آية الزيغ محكمات أم الكتاب ( متشابهات ) مشتبهات أخر مشتبهات في آية الزيغ موضوع أهل الزيغ في آية الزيغ متشابهاتٌ محكمٌ متشابهٌ مشتبهٌ