responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 207


إلى حدِّ كتابة هذه السطور ، ولن يقدروا على الإجابة عليه وهم يُخضِعون القرآنَ لقواعدهم حتى تقوم الساعة .
وهناك مفارقةٌ أخرى وجدها المنهج اللفظي هي من أعجب ما حدث في هذا الموضوع من مفارقاتٍ لا زالت مثار ردٍّ وجدالٍ متواصلٍ إلى هذا الوقت .
فقد وضع ( النظّامُ ) شيخ المعتزلة أوّل وآخر إجابةٍ على السؤال الآنف منذ ألف سنةٍ . ومع أنَّ إجابة النظّام هي إجابةٌ لا منطقيةٌ ومضحكةٌ جداً وظاهرةٌ في بطلانها إلاَّ أنَّ الأمة عجزت أيضاً عن إبطال الإجابة ببرهانٍ جليٍّ تقبله العقول ، لأنَّها الإجابة الوحيدة الملائمة للمقدّمات الخاطئة . وقد أدرك العلماء أنَّها نظريةٌ ( سخيفةٌ ) ، لكن محاولات إبطالها كانت فاشلةً كما سنوضّحه بأوجز وأوضح عبارةٍ .
تتلخّص نظرية النظّام في الإعجاز القرآني بما يلي :
( إنَّ الخلْقَ ممّن يعرف العربية ويحسن تراكيبها قادرٌ في الأصل على الإتيان بمثل القرآن ، ولكن الله صرفهم عن ذلك بقدرته وقوّته القاهرة فلن يقدروا على الإتيان بمثله ) ويكمن السخف في هذه النظرية من ناحية المنطق . فلو قال زيدٌ لعمرٍ : أنت لا تحسنُ أن تكتب مثلي ولا تعرف ما الكتابة وإنّي أتحدّاك أن تفعل . فقال له عمرُ : لماذا يا زيدُ فإنَّي قد أفعل إذا حاولتُ .
وكلّما مدَّ عمرُ يده إلى القلم والقرطاس ضربه زيدٌ بحرسٍ شديدٍ وضعَه لهذا الغرض فيمنعونه كلَّما همَّ بأن يكتب . . ومع ذلك تمرُّ الأيام وزيدٌ يفتخر قائلاً : انظروا قلتُ لكم أنَّه لا يُحسن أن يكتب .
وكذلك تفسّر نظرية النظّام الإعجازَ . فالخلقُ قادرون على أن يأتوا بمثل القرآن ولكن الله يمنعهم بالقوّة القاهرة . وبذلك فقد نسبت هذه الفكرة العجز والظلم إلى الخالق بطريقةٍ يُلامُ من ينسِبْ مثلها إلى مخلوق حسن السلوك والسيرة . كما أفرغت تلك النظرية القرآن من الإعجاز تماماً ، فهو ليس بمعجزٍ في ذاته ، إنَّما الله هو الذي أعجزهم عن أن يأتوا بمثله بقوّة خارجيةٍ .
أقول : لم يكن النظّام غبياً أو متجاهلاً للنتيجة إلى هذا الحدّ ، لكن ليس بيده حيلةٌ أخرى لإثبات الإعجاز مع الحفاظ على القواعد . وليس فعلُهُ هذا لمجرّد إبقاء

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست