روي عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال : نزلت في علي عليه السّلام حين بات على فراش رسول اللَّه لما أرادت قريش قتله ، حتى خرج رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وفات المشركين أغراضهم ، وبه قال عمر بن شبه .
فصل : « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّه فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ وقُضِيَ الأَمْرُ وإِلَى اللَّه تُرْجَعُ الأُمُورُ » الاية : 210 .
قوله « وإِلَى اللَّه تُرْجَعُ الأُمُورُ » لا يدل على أن الأمور ليست اليه الآن وفي كل وقت . ومعنى الاية الاعلام في أمر الثواب والحساب والعقاب ، أي : اليه يصيرون ، فيعذب من يشاء ويرحم من يشاء ، فلا حاكم سواه .
ويحتمل أن يكون المراد أنه لا أحد ممن يملك في دار الدنيا الا ويزول ملكه ذلك اليوم .
فصل : « زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا » الاية : 212 .
انما ترك التأنيث في قوله « زين » والفعل فيها مسند الى الحياة وهي الزينة « 1 » له ، لأنه لم يسم فاعلها لشيئين :
أحدهما : أن تأنيث الحياة ليس بحقيقي ، وما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره ، كقوله « فَمَنْ جاءَه مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّه » « 2 » .
والثاني : أنه لما فصل بين الفعل والفاعل بغيره جاز ترك التأنيث ، وقد ورد ذلك في التأنيث الحقيقي ، وهو قولهم حضر القاضي اليوم امرأة ، فإذا جاز ذلك في التأنيث الحقيقي ، ففيما ليس بحقيقي أجوز .
فصل : « كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّه النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ وأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيه ومَا اخْتَلَفَ فِيه إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوه