مسجد المدينة .
فصل : قوله « إِنَّ اللَّه اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ » الاية : 111 .
حقيقة الاشتراء لا تجوز على اللَّه تعالى ، لان المشتري انما يشتري ما لا يملك واللَّه تعالى مالك للأشياء كلها ، وانما هو كقوله « مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّه قَرْضاً حَسَناً » « 1 » أنه أجرى بحسن المعاملة والتلفظ في الدعاء الى الطاعة مجرى ما لا يملكه المعامل فيه .
ولما كان اللَّه تعالى رغب في الجهاد وقتال الاعداء وضمن على ذلك الثواب عبر عن ذلك بالاشتراء ، فجعل الثواب ثمنا والطاعات مثمنا على ضرب من المجاز .
فصل : قوله « السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ » الاية : 112 .
السائحون الصائمون . وقال المؤرج : السائحون الصائمون بلغة هذيل . والاول قول قتادة .
وروي عن النبي عليه السّلام أنه قال : سياحة أمتي الصوم . وهو قول ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد .
فصل : قوله « وما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لأَبِيه إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاه » الاية : 114 .
بين الوجه في استغفار ابراهيم لأبيه مع أنه كان كافرا ، سواء كان أباه الذي ولده أوجده لامه أو عمه على ما يقوله أصحابنا .
قيل : في معنى الموعدة التي كانت عليه في حسن الاستغفار قولان :
أحدهما : أن الموعدة كانت من أبي ابراهيم لإبراهيم أنه يؤمن ان استغفر له فاستغفر له لذلك وطلب له الغفران بشرط أن يؤمن ، فلما تبين بعد ذلك أنه عدو للَّه تبرأ منه .
والثاني : أن الوعد كان من ابراهيم بالاستغفار ما دام يطمع منه بالايمان .
فصل : قوله « وعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ »