قال ابن عباس والسدي : هم قوم وراء الصين . وقال أبو جعفر عليه السّلام : قوم خلف الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا .
وأنكر الجبائي قول ابن عباس وقال : شرع موسى عليه السّلام منسوخ بشرع عيسى وشرع محمد عليهما السّلام ، فلو كانوا باقين لكفروا بنبوة محمد صلَّى اللَّه عليه وآله .
وليس هذا بشيء ، لأنه لا يمتنع أن يكون قوم لم يبلغهم الدعوة من النبي عليه السّلام فلا نحكم بكفرهم .
قال الجبائي : يحتمل ذلك وجهين :
أحدهما : أنهم كانوا قوما متمسكين بالحق في وقت ضلالتهم بقتل أنبيائهم .
والاخر : أنهم الذين آمنوا النبي عليه السّلام .
فصل : قوله « فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِه أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ » الاية : 165 .
أخبر اللَّه تعالى أنه لما ترك أهل هذه القرية الرجوع عن ارتكاب المعصية بصيد السمك يوم السبت بعد أن ذكرهم الواعظون ذلك ولم ينتهوا عن ذلك أنه أنجى الناهين وأخذ الذين ظلموا أنفسهم .
وروي عن عطاء أن رجلا دخل على ابن عباس وبين يديه المصحف وهو يبكي وقد أتى على هذه الاية الى آخرها ، فقال ابن عباس : قد علمت أن اللَّه أهلك الذين أخذوا الحيتان وأنجى الذين نهوهم ، ولا أدري ما صنع بالذين لم ينهوهم ولم يواقعوا المعصية وهي حالنا .
و « نسوا » في الاية معناه تركوا .
ويحتمل أن يكون تركهم القبول في منزلة من نسي ، ولا يجوز أن يكون المراد النسيان الذي هو السهو ، لأنه ليس من فعلهم ، فلا يذمون عليه .
قال الحسن : ان أهل المسخ يتناسلون . وقال ابن عباس : لا يتناسلون . وأجاز